من أجل إعادة ضبط حياتي سأخوض هذه التجربة لمدة 60 يوماً

أنا قررت أبتعد عن السوشيال ميديا لفترة..

مؤخراً أواجه العديد من الضغوطات النفسية وحالة من اليأس وعدم الرضا. السبب؟ أسباب متفرّقة لا يجمعها رابط معين. هي حالة أشبه بالضبابية وانعدام التوازن، مما يتطلّب إعادة ضبط سريعة لحياتي والعودة للإعدادات الافتراضية للإنسان العادي. السوشيال ميديا أحد أسباب تلك الحالة بلا شك. لاحظت تأثري مؤخراً بما يحدث محلياً من أخبار وحوادث مجتمعية تسدّ النفس وتثير الغثيان، لعل الجميع تابعها لا داعي لذكرها، وبما يحدث عالمياً من جنون وغطرسة لا رادع لها!

كما لاحظت أنني أصبحت أقضي وقتاً كثيراً على السوشيال ميديا أمرر الشاشة بالساعات دون أدنى هدف أو وعي وبات هذا الأمر يستوقفني ويصيبني بالإحباط وكثرة التفكير وطرح أسئلة من نوعية: إحنا بنعمل إيه؟ إيه الحياه دي؟ إزاي وصلنا لكده؟

كي لا أطيل ولأنني الآن أكتب هذه التدوينة في عجالة وأنا أضع خطة الانسحاب من السوشيال ميديا لمدة 60 يوم لإعادة ضبط حياتي واستعادة الهدف والغاية من وجودي على هذا الكوكب. ليست المرة الأولى التي أجرّب فيها هذه التجربة، خضتها منذ 5 سنوات ووثقتها يومياً ثم شاركت في تدوينة منفصلة ملخّص شامل للتجربة. لكنها كانت قصيرة (15 يوم) ومقتصرة على الابتعاد عن تطبيق واحد (فيس بوك)، ولم تكن معتمدة على حذف التطبيق بل تجنّب فتحه.

أما الآن، أريد للتجربة أن تستمر لمدة 60 يوم قابلة للزيادة، وتشمل الابتعاد عن تطبيقات ثلاثة تستهلك الكثير من وقتي وطاقتي:

  • الفيس بوك
  • انستجرام
  • تيك توك

والابتعاد هنا قررت أن يتم بحذف التطبيقات من الهاتف وليس مجرّد التجنّب والاعتماد على قوة الإرادة.

الساعة 7 ص بعد جولة مشي طويلة

الأسباب التي دفعتني للتفكير في الابتعاد عن السوشيال ميديا

1- شعور متزايد بالقلق والإرهاق من متابعة الأخبار والحوادث والانغماس في اللاشيء.

2- تراجع معدل إنتاجيتي وإنجازي اليومي، لا أستطيع قراءة بضع صفحات يومياً، عكس الحال السابقة.

3- أريد دراسة وتعلّم مهارات ومجالات جديدة (وربما ذكرت ذلك في التدوينة السابقة) ورغم توفر الوقت إلا أنني لا أستطيع البدء!

4- عدم الرضا عن أسلوب الحياه الذي أعيشه حالياً.

5- الوقوع في فخ المقارنات، بدأت أقارن حياتي بحياة الآخرين على السوشيال ميديا، وتسلّل الشك إلى قلبي أن الجميع ناجح وسعيد ومبسوط عداي! وهذا شعور مزيّف.

كيف وما هي خطتي في الابتعاد عن السوشيال ميديا لمدة 60 يوم؟

هشام في نسخته السابقة كان سيقرأ كل مقال على الإنترنت يتضمن نصائح للابتعاد عن السوشيال ميديا، ويشاهد كل فيديو أو بودكاست يتحدث فيه الضيف عن تجربته في الابتعاد عن السوشيال ميديا، ثم يجلس ساعات وربما أياماً ليضع خطة محكمة ولن يبدأ بدون أن يصبح راضياً تماماً عن الخطة وأنها “مثالية” كي تنجح التجربة!

هشام الحالي سيختصر الطريق، سيطبّق الحد الأدنى من الخطوات.. يكفي أن يضع خطة جيدة. وربما يضع خطة غير مكتملة، سيبدأ في التنفيذ فوراً بدلاً من قضاء الكثير من الوقت في إعداد الخطة.

أول ما فكّرت فيه هو تحديد بدائل السوشيال ميديا. ابتعادي عن السوشيال ميديا سينتج عنه وقت فراغ، هذا الوقت ما لم أملأه بأي نشاط بديل فإن التجربة والخطة ستنتهي قبل أن تبدأ.

بعض البدائل التي حددتها:

  • جلسات قراءة يومية طويلة أقرأ فيها تلك الكتب على قائمة القراءة
  • تجربة هوايات جديدة (وهذا أصلاً هدف من من أهدافي لعام 2025 كما هو واضح في لوحة أهدافي التي شاركتها في هذه التدوينة) مثل: ركوب الخيل، لعب التنس، مهارة ضرب النار، سباحة ربما..
  • التركيز على الجيم والتمارين الرياضية
  • تعلّم ودراسة مجال جديد لتطوير مساري المهني
  • التركيز على استهلاك محتوى عميق وطويل مثل الوثائقيات، حلقات البودكاست، النشرات البريدية
  • شيء مهم بالنسبة لي وهو التخفف المعرفي والتخلص من التكديس المعلوماتي: فكّرت في استغلال جزء من الوقت يومياً في مطالعة المحفوظات (البوكمارك). في كل تطبيق وفي كل مكان لديّ أطنان من المحتوى المحفوظ على أمل العودة إليه لاحقاً، بعض هذا المحتوى يعود إلى 7 أو 8 سنوات مضت ولم أعد إليه! هذه فرصة مناسبة للتخلص من وهم العودة لاحقاً، إذا لم أتخذ قراراً بشأن هذا المحتوى الآن أو في خلال فترة زمنية قصيرة فغالباً هذا المحتوى لا يهمني ولن أحتاجه. وإذا أحتجته لاحقاً يمكنني إيجاده، وإن لم أتمكن من إيجاده يمكنني البحث عن بديل مشابه. باختصار: سأنتهز الفرصة للتخلص من القلق والخوف من فوات الأشياء.

 

الخلاصة

سأحذف (الفيس بوك، انستجرام، تيك توك) من الهاتف لمدة 60 يوماً بهدف تحسين جودة حياتي وأيامي واكتساب عادات جيدة، وأن أعيش أياماً طبيعية عادية بمستويات قلق أقل، وحالة نفسية أفضل. أسأل الله التوفيق والسداد.


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

10 رأي حول “من أجل إعادة ضبط حياتي سأخوض هذه التجربة لمدة 60 يوماً

  1. قرار ممتاز يا هشام، اتمنى لك كل التوفيق!
    انا حالياً في فترة ابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، و قد جربت سابقاً حذفها و الابتعاد عنها نهائياً لمدة سنتين بدون اسف، و قد كتبت عنها في مدونتي هنا
    https://www.bethjosef.com/post/no-social-media

    قد تلهمك تجربتي و تمتد ال ٦٠ يوماً الى سنوات!

    1. أعتقد أن الحذف المؤقت ليس علاج نهائي، أنا شخصياً خرجت من الفيسبوك قبل بضعة أعوام، تقريباً قرابة 8 أعوام، ولم أفكر بالعودة، أما انستقرام وتيكتوك هذه ليس لي بها علاقة ولم احمل تطبيقاتها من قبل
      اكتفي بالتدوين واليوتيوب وقليل من تيوتر، لكن اﻷخير أصبح سيئاً بدأت استبدله بماستدون

      1. ما شاء الله، 8 أعوام مدة زمنية طويلة. لو تسمح لي أبو إياس: كيف كانت علاقتك بالسوشيال ميديا قبل الخروج منها؟ وكيف كانت بعدها؟ كذلك وهو المهم بالنسبة لي: كيف كنت تقضي وقت فراغك وتستغل يومك؟ حبذا لو كان لديك توثيق أو تدوينات تشارك فيها تجربتك لتلهم الآخرين. 🙏

        1. في الحقيقة لم أكن من محبي السوشيال ميديا، لذلك تخلصت بسهولة من الفيسبوك عندما زاد عدد اﻷصدقاء، حدث أنهم ازدادوا فجأة من 10 إلى 200 وكثرت البوستات فقررت إغلاق الحساب نهائياً. كذلك فعلت مع Linked-In لكن لازلت استخدم تويتر كمنصة إخبارية خصوصاً أننا في وضع حرب ونحتاج إلى أي معلومة بصورة سريعة.
          ربما أكتب عن ذلك تدوينة استجابة لطلبك أخي هشام

    2. شكراً بثينة.. قرأت تجربتك، ملهمة فعلاً وشجعتني على خوض التجربة بمنظور مختلف. آمل ألا يقتصر الأمر على 60 يوماً بل لسنوات أو لأكن واقعياً: استخدام السوشيال ميديا بوعي. هذا هو الهدف. لا أظن الامتناع التام حلاً (على الأقل بالنسبة لي) حالياً.

  2. من الصعب الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لأنها أصبحت متشابكة مع حياتنا العملية، و لكن متابعة عدد قليل من الحسابات و متابعة الأخبار مرة واحدة في اليوم كافية.
    بإمكانك أن تستغل الوقت بترتيب المكان أو التخلص من الروابط و الأشياء التي احتفظت بها، إذا رأيت أن الرابط لموقع تواصل فقط امسح الرابط لأنه سيدخلك في الحلقة التي تحاول التخلص منها، تذكر أن هذه المواقع ليست تطبيقات فقط بل يمكن استخدام المتصفح.
    لا تستبدل إدمان التواصل الاجتماعي بشيء إلكتروني، اقرأ بعض الكتب الورقية و أخرج للتنزه سيراً، قم بزيارة المتاحف أو المتنزهات لتصفية أفكارك، استخدم الدفتر و القلم لكتابة ملاحظاتك.

اترك رداً