رحلتي مع التخطيط وكتابة أهداف العام تعود إلى 2018 (أي منذ 6 سنوات) تحديداً في 13 ديسمبر من العام.. هذا التاريخ الذي مثّل نقطة تحوّل في حياتي كما ذكرت في تدوينة سابقة سردتُ فيها تجربتي مع المرض. هذه التجربة أتاحت لي التحليق بجناحين والنظر لحياتي من الأعلى. من أنا؟ وماذا أفعل؟ هل أسير وفق خطة مدروسة أم الأيام هي من تسيّرني؟
خلاصة الحديث أنني انتهزت فرصة نهاية عام وقدوم عام جديد (2019) للبدء بالتخطيط لحياتي وكتابة أهداف أريد تحقيقها خلال العام. كانت رحلتي مع التخطيط رحلة عشوائية، فوضوية كما هو الحال في أي تجربة جديدة. وقد تناولت بالتفصيل رحلتي مع التخطيط من الورقة والقلم إلى تريللو في كتيّب مجاني متاح للجميع. يمكنك تحميله من هنا:
مع مرور الأعوام بدأت أكتسب بعض الخبرة في تخطيط العام واستراتيجيات وضع الأهداف. كل عام كان يقل تركيزي على التخطيط الدقيق الذي يحسب كل شيء بالشعرة! إلى التخطيط المرن الذي يأخذ في الاعتبار تعقيدات الواقع. هكذا علمتني التجربة.
لدينا مثلاً العام الماضي لا أتذكر أنني جلست أخطط أهداف العام، لكن في عقلي.. كانت لديّ رؤية واضحة ورؤوس أقلام حول أهم الأهداف التي أريد العمل عليها خلال العام. والعام الذي يسبقه نفس الأمر.
مع نهاية 2024 وبداية عام جديد جلست أخطط أهداف العام وأشاهد محتوى التخطيط (كعادة نهاية كل عام) لاحظت الكثير يتحدثون عن الـ Vision Board. حتى الآن لم أجد لها تعريباً مناسباً لذا لنعتبرها مؤقتاً: لوحة الأهداف.
في الحقيقة كل عام كان يمر عليّ محتوى عن هذا الأسلوب في تخطيط أهداف العام لكن لم يجذب اهتمامي قيد أنملة ولا أدري لماذا. كنت أكتفي بتخطّي هذا المحتوى دون التفكير في محاولة تجربته.
هذا العام وجدتُ نفسي مدفوعاً نحو محتوى لوحة الأهداف وأشاهد المزيد منه لأتعرف على هذا الأسلوب، ودار حديث قصير بيني وبين نفسي نتج عنه سؤال: ليه لأ؟ ثم تبعه هذا الصوت القوي الذي هزم جميع المقاطع التحفيزية على اليوتيوب:
حسناً.. بدأت أعدّ العدة. ماذا عليّ أن أفعل؟ نكتب أهداف العام. ثم نتخيل لكل هدف صورة ثم نتوجه إلى حبيب الملايين (بنترست – Pinterest) وهذه فرصة طيبة لأعبر عن شكري واحترامي لهذا التطبيق. وتبحث عن صورة مشابهة للصورة المتخيّلة في عقلك. تجمّع الصور معاً وتطبعها ثم تعلّقها في مكان تصل إليه عينك دوماً.
إليكم النتيجة النهائية ولوحة أهدافي لعام 2025. وأترك لكم تخمين الأهداف من الصور.

لا أعلم مدى وضوحها، هذه هي الصورة الأصلية:

حقيقةً وجدت شيئاً في هذا الأسلوب دون أن أفخّم من مدى نجاعته، لكن المنطق يدعم هذا التكنيك. أن يكون هدفك متمثلاً في صورة أمام عينيك تراها كل يوم، هذا يبقيك متيقظاً بشأن الهدف وضرورة العمل على تحقيقه والبدء بأي خطوة لتثبت نفسك أمام نفسك.
الآن أستيقظ كل صباح، أنظر إلى لوحة الأهداف.. أمر على كل صورة أتحقق من مستوى تقدمي في إنجاز هذا الهدف. وإن مررت على صورة ووجدت أنني لم أبدأ في هذا الهدف بعد أبدأ في التساؤل والمحاسبة والتحليل: لماذا؟ ما الأسباب؟ وما الحلول؟ أليس هذا رائعاً؟
إن قدّر الله لنا البقاء واللقاء.. نهاية العام أشارك معكم كيف سارت الأمور.
أخبروني كيف خططتم لـ 2025؟
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.