تحديات أواجهها في صناعة المحتوى

مرحباً..

أواجه تحديات كبيرة حالياً إذ أحاول صناعة محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه تدوينة عفوية أشارك معكم فيها رحلتي مع صناعة المحتوى.

ليست تجربتي الأولى.. كثيراً ما أتحمّس وأنوي صناعة محتوى وأبدأ بالتخطيط والنشر. يومان، ثلاثة، أسبوع ثم أتوقف فجأة بدون أي مقدمات. أشعر باللاجدوى من كل ما أفعله. وأن كل ما يعود عليّ من صناعة المحتوى عائد سلبي يتمثّل في المجهود الرهيب والوقت المستغرق في إنشاء وصناعة المحتوى.

لكن أعود وأذكّر نفسي بأن سبب حصولي على وظيفة في الأساس كان نتيجة صناعة محتوى خاص بي على المدونة وفي نشرتي البريدية (نشرة 5/3/2) وعلى السوشيال ميديا.

أبرز التحديات التي تواجهني في صناعة المحتوى

 

1- اختيار المنصات المناسبة

في كل مرة تأتيني هبّة صناعة المحتوى أجلس لأفكر في أي المنصات سأختار وأيها سأترك؟ تنتابني رغبة نتيجة حماس البدايات في النشر على كل المنصات! لكن سرعان ما أدرك استحالة حدوث ذلك الأمر بجانب الوظيفة. وحتى لو كنت عاطلاً ولديّ من الوقت ما يكفي. فقد أدركت مؤخراً أن المشكلة ليست في توفّر الوقت من عدمه. المشكلة في عملية صناعة المحتوى نفسها. عملية مُنهكة ومُتعبة تحتاج لنفس طويل.

بشكل أساسي أستقر على منصة لينكدإن حيث أعتبرها الواجهة الأساسية لأي صانع محتوى أو فريلانسر يريد بناء علامته الشخصية وعرض خدماته ومهاراته والحصول على فرص عمل واعدة.

ثم يأتي تويتر (إكس).. لطالما قرأت الكثير من النصائح والاستراتيجيات للنمو على تويتر والوصول إلى 3000 متابع في 3 أيام! لكن تحوّل حسابي في تويتر بدون قصد منّي إلى مساحة شخصية وليست مهنية. أصلاً مجيئي إلى تويتر في الأصل عام 2016 كان لهذا الغرض.

ومع ذلك أدرك تماماً قوة تويتر في التسويق الشخصي والترويج لنفسي من خلاله. فكيف أعيد الحساب من كونه مساحة شخصية إلى حساب مهني؟ وأنا بالفعل أخذت خطوة نحو هذا الهدف بأن حذفت جميع التغريدات على الحساب والتي وصلت لأكثر من 14K تغريدة أملاً في البدء من جديد (على نظافة). أم الحل أن أتركه كما هو وأنشئ حساب جديد كلياً؟! لا أدري.

ماذا عن الفيس بوك؟ لو أحكي لكم أيام مجدي وشهرتي على الفيس بوك بين عامي 2019 و 2020 😴.. كوّنت قاعدة جماهيرية وصلت إلى 12K متابع وكنت أنشر يومياً وكانت منشوراتي تلاقي رواجاً طيباً كان يدفعني لتحقيق المزيد. لكن لو ألقيت نظرة على حسابي الآن في فيس بوك لوجدت كأنّ صاحبه تُرك وحيداً في صحراء مقفرة يكّلم نفسه! بعد حديث مع بعض الأصدقاء عرفت أن منشوراتي لا تظهر لهم أصلاً وإن ظهرت فبعد أيام وأسابيع من نشرها.

تم تقييد وصول منشوراتي للجميع أكثر من مرة، وحذّرني مارك وأتباعه من “انتهاك معايير المجتمع” وأن أتوقف عن نشر ومشاركة أخبار حرب الإبادة على إخواننا في غزة.

لكنني الآن صوت في عقلي يدفعني لاستعادة الجمهور الذي اكتسبته على الفيس بوك من خلال صناعة محتوى غالباً سيكون بالعامية المصرية نظراً لطبيعة الجمهور المتواجد على فيس بوك.

 

2- اختيار المواضيع والمجالات

هب أنني تجاوزت تحدي المنصات التي سأنشر عليها. ماذا سأنشر؟ عن ماذا سأتكلم؟ ما هي خبراتي وتجاربي التي يمكن أن تشدّ انتباه الآخرين وتدفعهم لمتابعتي؟

حينما أفكّر لا أستطيع أن أجد إجابة وافية على تلك الأسئلة. لا أشعر أن لديّ شيء حقيقي يمكنني مشاركته مع الآخرين. كلها أشياء متفرقة لا تنتمي إلى فرع بعينه. أعتبر نفسي متعدد الاهتمامات ولستُ متخصصاً أو عارفاً في مجال واحد. وإن كنت تسأل فأنا أرى هذا عيباً وليس ميزة فيما يتعلّق بصناعة المحتوى.

 

3- نزعتي الاستهلاكية.. آفتي التي أعرف

يطيب لي أن أسمّي نفسي: دودة تعلّم. كثير الاطلاع، كثير الفضول والتساؤل. نهم لمعرفة كل شيء وتجربة كل جديد. أستهلك يومياً محتوى ضخم متنوع ما بين مقالات، مقاطع فيديو، نشرات بريدية (حدّث ولا حرج)، جلسات حوارية بالساعات..

المحصلة = تشتت + تخمة معلوماتية تسبّب شلل مؤقت في التفكير واتخاذ القرار.

استهلاك المعرفة بحد ذاته ليس مذموماً، إنما كثرة الاستهلاك دون تطبيق أي خطوة وإحراز أي تقدم ولو قليل هو الأمر المذموم كما في حالتي. مع كل هذا المحتوى الذي أستهلكه عندما أجلس لأصنع محتوى خاص بي أصاب بالشلل نتيجة وفرة المعلومات والمصادر المتاحة. فينتهي بي الأمر للتوقف عن المحاولة.

 

4- مهارات غير موجودة

لنأخذ على سبيل المثال لينكدإن ونفترض أنني سأصنع محتوى على هذه المنصة. إن كنت صانع محتوى حتماً تعرف أن أكثر أنواع المحتوى تحقيقاً للانتشار والتفاعل على المنصة هي: السلايدات أو ما تسميه المنصة LinkedIn carousel. وهي تحتاج إلى مهارات تصميمية ليست موجودة عندي.

وإن كان تطبيق كانفا سهّل عملية إنشاء هذا النوع من المحتوى إلا أنني أوجه تحدٍ كبير في كل مرة أفتح فيها التطبيق لإنشاء تصميم جديد مهما كان بسيطاً! عملية التصميم نفسها وتخيّل الفكرة والعناصر التصميمية هي العائق أمامي. أم أنها المثالية؟! ذلك الشبح الذي كلما اعتقدت أنني نجوت منه أجده عائداً في صور وأشكال أخرى.

ربما هناك تحديات أخرى لكنها لم تقفز في ذهني الآن، فكما أوضحت هذه تدوينة عفوية غير مخطّط لها.

 

كيف سأتغلّب على هذه التحديات؟

سأستمر في المحاولة.. والتحسين والتطوير المستمر، والتعلّم من الأخطاء. لا توجد حلول سحرية. 🤷‍♂️

ماذا عنكم؟ أودّ أن أسمع منكم تحدياتكم في صناعة المحتوى الشخصي.


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

3 رأي حول “تحديات أواجهها في صناعة المحتوى

    1. لم أجرب انستجرام، ولا مقارنة بينهما من ناحية القوة من وجهة نظري. فكل منصة منهما لها طابع مختلف وجمهور مختلف.

  1. كانفا سهل جدا وممكن يساعدك في عمل محتوى بمنتهى البساطة
    يكفي انك تحدد تيمبليت خاص بيك وهوية بصرية كاملة
    وخطة محتوى تجهزها يومين في الشهر وتوزع وتجدول على الشهر (ودي مهارات عظيمة عندك اللهم بارك)

    أقول لك هذا وانا بيواجهني تحدي الاستمرارية في شيء واحد لمدة طويلة للأسف..

اترك رداً