كن مستعداً لأن تفقد زمام الأمور

يظن الواحد فينا أنه قادرٌ على إحكام سيطرته على كافة ما حوله ومن حوله. ولو لم يحدث ذلك يغتمّ ويشعر إما بالتقصير أو الغضب الناتج عن إدراكه أنه غير مسيطر كما كان يزعم! هذا الإدراك مهم وهو بمثابة تذكير لطيف أنك كإنسان ضعيف. لا تملك من الأمر شيء. أي أمر. وأن السيطرة وهم في خيالك.

مهما حاولت وفعلت وبذلت جهداً في محاولة الإلمام بزمام الأمور، تبقى إرادة الله هي الغالبة. وعليك التسليم بهذا والخضوع له.

من هنا أريد الإشارة إلى فكرة التكيّف مع الحياه وأحداثها وتقلّباتها بدلاً من محاولة الوقوف أمامها بالعند والندّ.

حين تدرك أن ألم التكيّف وقبول الأمر الواقع أقل بكثير من ألم رفضه ومعارضته. تبدأ التفكير بذهنٍ صافٍ يسمح لك بالبحث عن حلول بدلاً من التشكّي، بتحمّل المسؤولية بدلاً من الغرق في عقلية الضحيّة.

اجتهد يا صديقي، أحسن عملك، تطوّر واسع للأفضل. لكن كن مستعداً لأن تفقد زمام الأمور والسيطرة في أي لحظة. فجأة تُطرد من وظيفتك، فجأة تفقد شخصاً عزيزاً عليك، فجأة تنقلب حياتك. هكذا حدث الأمر وهكذا قدرك. ماذا ستفعل؟

تبكي وتغضب وتجزع، نعم، وماذا بعد؟ ما زالت المشكلة موجودة والمصيبة قائمة! لم تغيّر شيئاً.

تستجمع قواك، تسلّم أمرك لخالقك، تترك التفكير في السبب والحكمة مما حدث، وتضعه في محله: البحث عن حلول بديلة، البدء من الصفر من جديد؟ هذا هو الأسلم والأنسب. أن تركّز فيما يمكنك أن تفعله ويقع ضمن دائرة سعتك وقدرتك. واترك كل ما عدا ذلك مما هو خارج دائرة تحكّمك وسيطرتك.

وتذكّر أن هذه “دنيا” فهوّن عليك. لا تكبّر المواضيع والمسائل. وقع أمرٌ فتعامل معه بحدود علمك وتجاربك ونطاق ما يمكنك فعله لـ:

1- حل هذا الأمر

2- أو الخروج منه بأقل الخسائر

3- أو التكيّف معه ومحاولة تجنّب تأثيره عليك نفسياً وبدنياً.

والسلام..


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رداً