مساء الخير..
لعلّك تذكر تلك التدوينة التي أخبرتك فيها عن مهارة وحيدة يجب عليك اكتسابها في العام الجديد بما أننا على مشارفه، اليوم لديّ أيضاّ عادة أنصحك بالتفكير في اكتسابها في العام الجديد.. عادة المشي!
المشي عزيزي القارئ من الأمور المهدور حقها جداً في بيئتنا وحياتنا اليومية على الرغم من الفوائد الجمّة التي تنتج عن المشي. نعم الجميع يتحدث عن أهمية ممارسة الرياضة قاصداً بها الذهاب للصالات الرياضية وأداء التمارين ورفع الأثقال، هكذا هي الرياضة في نظر الأغلبية. لكن القليل من ينصح بممارسة المشي بل المفاجأة هي أن البعض منهم لا يعتبر المشي نوعاً من ممارسة الرياضة أصلاً. ولهؤلاء اقرأوا تدوينة اليوم التي ترجمتها لكم من هذه النشرة.
يبذل دانيال كانيمان الحائز على جائزة نوبل قصارى جهده أثناء المشي. إنه يدرك ذلك تمامًا حتى أنه صار يعرف ما هي أفضل سرعة التي يبدأ عندها في التوصل إلى الأفكار الإبداعية وهي 17 دقيقة لكل كيلو ونصف متر. ليس دانيال هو أول عبقري يدرك قوة المشي، سبقه نيتشه بمقولته:
فقط الأفكار التي تأتي أثناء المشي هي الأفكار الجيدة.
ولدينا إيمرسون أيضاً والذي وصف المشي بأنه “رياضة العقل“.
وإن لم تكن تثق في كلام هؤلاء فلعلك تثق في العلم إذ يؤكد صحة ما قالوه. ففي دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أظهرت أن الطلاب توصّلوا إلى أفكار أكثر إبداعاً عندما تجوّلوا في الحرم الجامعي بدلاً من مجرد الجلوس في فصولهم الدراسية. وعن ذلك أكد الباحثون: يساعد المشي في تدفق الأفكار بحرية، وهو حل بسيط وفعّال إذا كنت تسعى لزيادة إبداعك.
رائع أليس كذلك؟ بل دعنا نذهب إلى ما هو أغرب من ذلك ويدلل على أن الحركة بصفة عامة ومن ضمنها المشي تعمل على تفتيح عقولنا وزيادة إدراكنا. فإذا كنت تواجه تشخيصاً محتملاً بأنك مصاب بالسرطان -لا قدّر الله- فقبل أن تجذع ربما يجدر بك معرفة هل أخصائي الأشعة الذي نظر إلى حالتك وقتها كان جالساً أم كان يمشي؟!
من كتاب The Extended Mind:
رصد أطباء الأشعة الذين ظلّوا جالسين ما نسبته 85% من المخالفات الموجودة في الصور، بينما نجح هؤلاء الذين لجأوا إلى الحركة والمشي برصد ما نسبته 99%.
قد تسأل: ما السر في تلك القوة والأهمية التي يتمتع بها فعل بسيط مثل المشي. يعتقد العلماء أن سبب ذلك راجع إلى أصولنا البدائية التي كانت تعتمد بشكل أساسي على الصيد وجمع الثمار إذ تزداد قدراتهم العقلية عندما يتحركون.
في النهاية عزيزي القارئ اعلم أنك تمتلك أداة خرافية أثبتت قدرتها في زيادة الإبداع وتحسين المهارات العقلية وتعزيز قدرة الدماغ على التركيز والإدراك وفوق كل ذلك هي أداة بسيطة ومتاحة للجميع مجاناً.. فهل ستبدأ في المشي غداً؟ أنا عن نفسي بعدما عرفت تلك المعلومات سأحاول أن أجعل المشي عادة يومية أمارسها بشكل روتيني وأن أخصص لها موعداً في جدول مهامي.
كانت هذه تدوينة اليوم التاسع والعشرون ضمن تحدي رديف، ألقاكم في تدوينة الغد بإذن الله، سلام.
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
لا جديد
كالعادة مقالاتك جميلة وممتعة
شكرا لك
شكراً جزيلاً 🙏