اليوم.. رأيتُ لطف الله وعنايته وتدبيره. [تجربة شخصية]

لديّ قصة لأرويها.. بطلها شخص مجهول.

البداية

أثناء تواجدي على تطبيق الواتس آب شاهدت حالة (Story) لصديق مُتطوع في صنّاع الحياة يطلب التبرع لحالة طفلة عمرها 14 عاماً تعاني من الروماتويد وباقي التفاصيل الأخرى المذكورة في الصورة. كثيراً ما أشاهد مثل هذه الحالات وأمر عليها مرور الكرام، أكتفي بالدعاء للحالة وأستكمل طريقي. إلا هذه الحالة.

اليوم.. رأيتُ لطف الله وعنايته وتدبيره. [تجربة شخصية]
البوست الذي نشرته على الفيس

أحسستُ أن هناك صوت بداخلي يخبرني أنني مسؤول بشكل أو بآخر عن هذه الحالة ويجب عليّ أن أفعل شيئاً آخر بجانب الدعاء. لم أتجاهل هذا الصوت وحمدتُ الله أنني لم أفعل.

تواصلت مع صديقي لمعرفة تفاصيل أكثر عن حالة الطفلة، ثم أخبرته أنني سأعيد صياغة النَص الذي كتبه هو وأستغل قدرتي في تعديل النصوص ومن ثمّ أقوم بنشره على حسابي على الفيس بوك. في قرارة نفسي كنت أعتقد أن هذه الخطوة لا فائدة منها ولن تساعدنا في جمع المبلغ المطلوب. لكنني فعلتها على أيّ حال داعياً الله أن يدبّر الأمر من عنده.

بعدها بساعة أو ساعتين تقريباً تواصلت مع صديقي لأرى ما إذا كان قد تلقّى أية مبالغ خلال هذه الفترة فأجابني بلا كما توقعت. فعدتُ لمذاكرتي إذ أنني لديّ امتحان في الغد. لكن ما زال بالي مشغولاً بكيف سيتم تجميع هذا المبلغ في أسرع وقت.

حين رأيتُ لطف الله

بعد مرور ثلاثة أيام.. جاءني تعليق على البوست الذي نشرته عن الحالة من شخص لا أعرفه وغير موجود عندي في الأصدقاء وحتى غير موجود في قائمة المتابعين لي ولا أعلم إلى الآن كيف شاهد البوست. أخبرني في تعليقه أن أرد عليه في الخاص فقمتُ بالرد عليه فإذا به يخبرني أنه يريد التبرع لهذه الحالة لكنه خارج مصر. بعد أن تناقشنا قليلاً في مسألة تحويل الأموال اتفقنا على أن يرسل لي المبلغ (لم أكن أعرف قيمته بعد) عبر باي بال.

اليوم.. رأيتُ لطف الله وعنايته وتدبيره. [تجربة شخصية]

في أقل من ساعة وصلني المبلغ على حسابي وكان عبارة عن المبلغ المطلوب وزيادة. اندهشت كيف أن المشكلة انتهت في دقائق معدودة بعد أن كنّا أنا وصديقي شبه يائسين من قدرتنا على توفير المبلغ المطلوب.

توقفت قليلاً لأعيد ترتيب المشهد وأراجع ما حدث، كيف ظهر هذا الشخص المجهول من لا مكان ليساعد طفلة لا يعرف حتى إسمها ولا يعيش في نفس دولتها؟ لماذا لم يطلب مني أيّة إثباتات للحالة ليتأكّد منها؟ وهو حق مشروع له في الحقيقة ففي نهاية الأمر هو لا يعرفني!

جرت الأمور بسلاسة عجيبة مُدهشة، كأن الله سخّر لهذه الطفلة هذا البطل المجهول. أدركتُ أن تدابير الله إذا حلّت ستفوق قدرتك على التخيّل.

لماذا أحكي هذه القصة؟

ألتتأثروا بها وتنبهروا؟ كلا.. أحكيها لنخرج منها بهذه الدروس العملية التي يمكننا تطبيقها في حياتنا:

1- إياك أن تتجاهل الإشارات

دائماً ما يضع الله أمامنا إشارات وعلامات. والتي بالمناسبة قد لا تلاحظها لبساطتها. يعني لن تمطر السماء ثلجاً ولن يشقّ الرعد عنان السماء حتى تتأكّد أنها إشارة. يكفي مجرد إحساس بسيط في داخلك لتبدأ في اعتبارها إشارة وتتصرف وفق ذلك.

2- الخطوات الصغيرة هي ما تصنع الحلول


لو كنتُ طاوعت عقلي بأن نشري للبوست لن يفيد في شيء وامتنعت عن النشر فعلاً لما حدث ما حدث. لا تستهين أبداً بأي خطوة مهما بدت لك بسيطة وتافهة، إنما يحدث النار من مستصغر الشرر. وأول الغيث.. قطرة.

3- خذ بالأسباب واترك الأمر لمدبّر الأمر


إلى الآن ما زلت أندهش من ظهور هذا الشخص في هذا التوقيت بالتحديد وكيف شاهد البوست من الأساس، الله دبّر كل شيء. تذكّرت وقتها هذه الآية وأحسست بها: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}.

4- الناس للناس


إذا كان في استطاعتك مساعدة إنسان فلا تتردد في ذلك، مساعدة الآخرين هي مساعدة لك أنت شخصياً دون أن تدري. الشعور الذي يغمرك حينما ترى تأثير مساعدتك على وجه إنسان شعور يستحق التجربة.


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

3 رأي حول “اليوم.. رأيتُ لطف الله وعنايته وتدبيره. [تجربة شخصية]

  1. الناس للناس، واللـه في عون العبـدِ ما دام العبـدُ في عون أخيـه، كانوا يقـولون دائماً أن “المـؤمن ضعيف بنفسـه قوي بإخـوانه، لك مني فائق الأحتـرام علي الخطوة التي أخذتها رغـم ظنـك بأنهـا لن تنفع ولن تضـر، فـ سبحان الله الذي سـخر عباداً لقضاء حاجة عبادٍ آخـرين.

اترك رداً