عقلية “رجل الكهف”.. هذا ما تحتاجه لتحديد أهدافك للعام القادم

مساء الخير..

بعض الناس -وأنا من هؤلاء البعض- لديهم إدمان على التخطيط وتحديد الأهداف وخاصة مع نهاية كل عام أي في نفس هذا التوقيت الآن في شهر ديسمبر.

وهذا منطقي إذ بدون تحديد هدف أو وجهة فلن تصل لما تريد بل ستستمر في التخبّط والتيه بلا جدوى.

لكن لنكن صادقين.. في أحيان كثيرة تصبح عملية التخطيط وتحديد الأهداف نفسها شكل من أشكال التسويف، تصبح هي العائق الذي يقف بيننا وبين تحقيق أهدافنا والبدء في تنفيذها بالفعل.

مع بداية كل عام.. نعدّ العدّة ونحضر المزيد من الأقلام والأدوات المزخرفة ونستغرق الكثير من الوقت في قراءة مقالات عن كيف تخطط للعام الجديد ويا ترى هل ظهرت أساليب جديدة في التخطيط هذا العام أم لا… إلخ. ونضيع في دوامة ليس لها فائدة إلا أنها عقّدت عملية التخطيط بالأساس وركّزنا على الكماليات وأهملنا الأساسيات.

لذا في كثير من الأحيان.. تعدّ أبسط الأساليب والأنظمة هي الحل الأفضل لمحاربة هذه الرغبة في تعقيد عملية التخطيط وكتابة الأهداف.

أنصحك وأنصح نفسي قبلك بالتركيز على الغاية نفسها بدلاً من الوسيلة والأدوات. أي أداة موجودة يمكنها أن تفي بالغرض وأكثر.

أدعوك الآن للتفكير مثل “رجل الكهف“. أنت الآن داخل كهف ضيق ومعزول عن العالم. الشيء الوحيد الذي تفكّر فيه هو الفعل. ليس أمامك خيار آخر، لا تمتلك هاتفاً لتشارك إنجازاتك ومغامراتك على انستجرام أو فيس بوك.

حرفياً لا توجد لديك أية مهام سوى المهام الضرورية التي تحددها أنت ويجب عليك القيام بها لأنك ببساطة في قمة تركيزك وليس بجانبك أو بالقرب منك أية مشتتات أو ملهيات تثنيك عن ما هو بين يديك.

لذا فالحل الوحيد والأسلم بالنسبة لك هو أن تبدأ في إنجاز المهام بدلاً من تضييع الوقت في أـمور ثانوية اختيارية وأنت في الأساس تتعمّد ذلك كي تتجنّب خطوة البداية.

ولذلك، تخيّل الآن أنك جالس داخل كهف صغير في الصحراء الشاسعة. اسأل نفسك:

  • ما هو الهدف الوحيد والأهم الذي سيضمن لي النجاح؟ (تحديد الأهداف)
  • ما هي الطريقة الأسهل والأكثر وضوحاً لإنجاز هذا الهدف؟ (التخطيط لبلوغ تلك الأهداف)
  • ما الذي أحتاجه الآن للبدء في تنفيذ الخطة؟

بهذه البساطة. دون تعقيد الأمور، يكفيك في كهفك أن تمتلك ورقة وقلماً ليس إلا. فحاول ألا تخرج من كهفك إلا وقد حققت ما تصبو إليه، العالم بالخارج كما هو لا تقلق ما من شيء مهم قد فاتك.


كانت هذه تدوينة اليوم التاسع عشر ضمن تحدي رديف، ألقاكم في تدوينة  الغد بإذن الله. سلام.


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رداً