مساء الخير..
رغم امتحاناتي التي بدأت اليوم (وملحوظة: لا يسألنّي أحدٌ كيف أبليت 🤐)، ورغم الضيف ثقيل الظل الذي حلّ بي منذ الصباح ولم يغادر حتى توقيت كتابة هذه السطور (الصداع إن كنت تسأل 🤕)، ورغم أنني حدثتُ نفسي أكثر من مرة بتخطّي تدوينة اليوم نظراً للأسباب السابق ذكرها.
رغم كل ذلك، شعرت بأنني إن تخلّفتُ عن تدوينة اليوم فسيرادوني شعور سيء تجاه نفسي ومدى التزامي وجدّيتي ووفائي بالوعد الذي قطعته على نفسي حينما قررت – بكامل إرادتي – المشاركة في تحدي شرطه الأساسي التدوين كل يوم لمدة 40 يوماً دون انقطاع!
لذا توجّهت (على مضض) ناحية اللاب توب دون أن تكون لدي أدنى فكرة عن ماذا سأدوّن، وكيف سأنجح في كتابة تدوينة لا تقل عن 350 كلمة! لكن ها أنا ذا أمام هذه الصفحة البيضاء ولنرى كيف سيمكنني تسوديها.
في العدد الأخير (التاسع) من أعداد نشرة 5/3/2 البريدية (طبعاً نسيتموها نظراً لانقطاعي عنها الأسبوعين الماضيين)، المهم: في هذا العدد شاركت نصيحة تقول:
توقف عن إخبار الناس بأكثر مما يحتاجون إلى معرفته، لا تكن ثرثاراً بلا هدف أو داعي.
أعرف أناساً يعشقون كثرة الكلام حرفياً بلا هدف، تحول الأمر لديهم وأصبح بمثابة إدمان لا يملكون رفاهية القضاء عليه. وأعرف آخرون يعشقون الثرثرة بغرض لفت الانتباه: انظروا إليّ، أنا ضليع في اللغة، وخبير في العلاقات، وأستاذ في حل المشكلات، ورئيس قسم البلاعات!
لا يترك الواحد منهم مجالاً إلا ويدلو بدلوه. لا يهم ما يحتويه الدلو ومن أي مكان بالتحديد جاء بدلوه لكنه لا يستطيع تخطّي الموقف دون (ترك التاتش بتاعه).
ماذا عليهم لو أنهم تكلّموا فقط عند الحاجة والضرورة؟ عندما يُطلب منهم التحدّث. وهذا هو الأفضل والأصح من وجهة نظري على الأقل، إذ يجب على الشخص أن يصنع لنفسه وقاراً بقلة الكلام، ويحصّن جدار هيبته بكثرة الصمت، وإذا تكلّم يختصر الحديث ويجيب بالقدر الذي يتطلبه الموقف دون زيادات. هكذا يكسب احترام الآخرين. الناس بطبيعتها تحترم ذاك الشخص الذي لا يتكلم إلا بما يعلم، ولا يحاول فرض نفسه في دائرة الحديث بالقوة دون دعوة من أحد.
لا أدري هل تتفقون معي في وجهة النظر هذه أم أن لديكم نظرة مغايرة، سأودّ قراءتها في التعليقات.
وقبل أن نختم:
طارق يشاركنا طقوسه في الكتابة وكيف يحتفظ بما أسماه “كنوزه الرقمية”
إذاً تم تسويد الصفحة ونجحتُ – على ما أظن – في كتابة تدوينة اليوم الرابع ضمن تحدي رديف، لكنني لم انجح بعد في طرد هذا الضيف الثقيل الذي أخبرتكم عنه بالأعلى.
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
للصداع: شوية زنجبيل ويتم الأمر إن شاء الله،
بالتوفيق في امتحاناتك 🤲
بالنسبة للموضوع: لا يحضرني حاليا أي موقف لشخص يتحدث فيما لا يعنيه لكن إنه “عصر التعبير الحر!” والناس أجناس، وهكذا تمضي الحياة 👀 . مع ذلك أوافق على “وإذا تكلّم يختصر الحديث ويجيب بالقدر الذي يتطلبه الموقف دون زيادات” 👌
الزنجبيل يقضي على الصداع؟ معلومة جديدة بالنسبالي.
شكراً على دعواتك. 🙏
وبالنسبة لعدم مصادفتك أشخاصاً يتحدثون فيما لا يعنيهم فيبدو أنكِ لا تمتلكين حساباً على فيس بوك، لأنهم متواجدون هناك وبكثرة. 😅