بداية المشاكل: انحراف في الحاجز الأنفي

مساء الخير..

استكمالاً لما أخبرتكم أنها شبه فضفضة على هيئة تدوينات، وحديثي عن خطة الـ 6 شهور. توقفنا عند النقطة التي يبدو أنها كانت بداية غير مبشّرة على الإطلاق.

انقضى أول شهر من المدة المحددة دون أن اتخذ فيه أية خطوات. حرفياً. لم أفعل شيء في هذا الشهر يستحق الذكر! وبدأ الشكّ يدبّ في أعماق قلبي. هل اتخذت قراراً متهوراً واتضح الآن أنه كان خاطئاً؟ أم أنها فقط ربكة البدايات والعبرة كما نردد دائماً بالنهايات؟!

حاولت أن أقنع نفسي بذلك.. وأخفف من قلقي وارتيابي بشأن نجاح الخطة. وبدأت أستعين بالله في أخذ خطوة البداية وإعادة ترتيب أوراقي ومعرفة من أين أبدأ.

في هذه الأثناء وكالعادة: مرضت مرضاً شديداً، لمدة ثلاث ليال كان لدي صعوبة شديدة في البلع واحتقان في الزور. وأيقنت كم أنا ممتن لله على نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى. أدركت قيمة نعمة البلع! حينما كنت أتعذّب فقط من مجرد أن أبلع ريقي.

لم أنتظر حتى أتعافى ككل مرة. وإنما قررت الذهاب للطبيب على الفور. والذي أخبرني أنني أعاني من صديد والتهابات في الحنجرة هي السبب في هذه الآلام ووصف لي علاجاً وانتظمت عليه وقررت فعلاً تغيير طريقة تعاملي السابقة واللامبالاة التي كنت أرفعها كشعار في مثل هذه المواقف.

تعافيت ولله الحمد، وبدأت أفكر في الخطوة التالية لتحسين صحتي. كنت أشكو من ضعف السمع وخاصة الأذن اليسرى ولم ألقِ بالاً للموضوع لفترة طويلة. بدون تفكير ذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة على الفور. نظّف لي أذني من الصمغ الموجود بداخلها وعاد لي السمع بدقة 4K! فرق رهيب بين ما قبل وما بعد.

وبما أنني هناك وبما أنه طبيب مختص في ثلاثة أمور أخبرته أن يفحص البقية – أعني الأنف والحنجرة – بدأ بالحنجرة فأخبرني أنه لا يجد أية مشاكل في الأحبال الصوتية. ثم انتقل إلى فحص الأنف ووجد بها بعض المشاكل. ولكي يتأكد طلب مني إجراء أشعة مقطعية على الأنف لاحتمال وجود انحراف في الحاجز الأنفي قد يتطلّب إجراء عملية جراحية لاستعداله.

ذهبتُ لأفحص أذني خرجت بمشاكل في الأنف!

لم أهمل ولم أنتظر. خرجت من عنده مباشرة توجهت إلى مركز الأشعة لإجراء الفحوصات. ولأنني شخص فضولي.. بعدما رجعت للبيت نظرت إلى الأشعة – بدون التقرير – التي لم أفهم منها شيئاً في البداية لكن بعد دقائق استطعت فك طلاسمها وبنظرة مبدئية وكأنني طبيب ماهر، قررت أن هناك بالفعل انحرافاً في الأنف وانتظرت الموعد القادم لدى الطبيب لأرى هل كان تخميني في محله أم أنني يجب أن أترك الطب لأهله!

هكذا تبدو الأشعة المقطعية على الأنف

أردت معرفة المزيد عن انحراف الحاجز الأنفي وفي حالة قرر الطبيب إجراء العملية كيف تتم وهل هي مفيدة أم لا. قضيت باقي اليوم في معرفة كل شيء عن هذه الحالة ووجدت أنها مفيدة فعلاً إذ تحسّن عملية التنفس بشكل هائل.

فليكن ما يريده الله.. ذهبت للطبيب مرة أخرى ومعي الأشعة. نظر فيها لعدة دقائق ساد فيها الصمت، ثم أخبرني أن هناك انحراف بالفعل في الحاجز الأنفي. هنا لم أستطع أن أمنع نفسي من التفاخر بذاتي وربما كان من الأفضل أن اكون طبيباً كنت لأكون ناجحاً بدل هذه الهندسة الجافة التي فشلت فيها.

لكنه أخبرني أن نسبة الانحراف بسيطة وفي اعتقاده لا يرى أي داعي لإجراء عملية جراحية. لأن المشكلة الأكبر ليست في الحاجز الأنفي وإنما لديك حساسية على الجيوب الأنفية والتهابات شديدة يجب علاجها.

كتب لي علاجاً يتضمن بخاخ للأنف لتخفيف حدة هذه الالتهابات ومضاد حيوي مساعد. وها أنا ذا أحاول الالتزام بما طلبه مني لحين الذهاب إليه في الموعد القادم لاكتشاف هل جاء هذا العلاج بنتيجة أم أن عليه اتخاذ خطوة أخرى كما أخبرني في نهاية حديثنا.

الشاهد من هذا كله أنني وأخيراً بدأت فعلياً أدخل أجواء الخطة بأن أتوقف عن الإهمال حينما أشعر بمشكلة صحية وأن أتوجه للطبيب فوراً وأن أصبر لأن هذه الأمور تستغرق الكثير من الوقت ما بين تجربة العلاج ثم استبداله بآخر إلى أن تُحل المشكلة أو تتفاقم لا قدر الله.

ما هي خطوتي القادمة؟ بجانب هذه الخطوة قررت البدء في استغلال وقتي في تطوير مهاراتي والتسويق لنفسي فيما يسمى ببناء العلامة الشخصية وذلك من خلال تويتر وبعض المنصات الأخرى. وبدأت فعلياً في ذلك. لكن هل أنتم على استعداد لتكملوا معي هذه الرحلة من تتبع مستوى التقدم معي طوال مدة هذه الخطة لنرى في النهاية نتيجة كل ذلك سوياً؟


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

رأيان حول “بداية المشاكل: انحراف في الحاجز الأنفي

  1. متابع لهذه الرحلة الشيقة أستاذة هشام، لنتعلم منها إن شاء الله أيضاً.

    أبارك لك هذه الخطوات الموفقة، وإن شاء الله تكتمل بالشفاء التام.

    وكمسوق رقمي، مع انحياز المهنة، أحييك بشدة على الخطوة التي اتخذتها بخصوص بناء علامتك الشخصية، سيكون لها أثر طيب على بقية السنوات إن شاء الله.

اترك رداً