خطة الـ 6 شهور.. هل ستنجح أم ستفشل؟

السلام عليكم متابعي المدونة الأعزاء، كيف حالكم؟

شهران مرّا منذ أن نشرت آخر تدوينة هنا.. وأشعر برغبة الآن في تعويض ذلك بدايةً بهذه التدوينة العشوائية التي بإمكانكم اعتبارها فضفضة شخصية معكم بما أنكم صرتم أصدقاء وأصبح بيننا بعض الألفة وخاصة من يتابعني منذ إنشاء المدونة قبل سنتين وكانوا معي من أول لحظة. محبة كبيرة 🙏

مطلع يوليو الماضي أعلنتُ على تويتر توقفي عن العمل

ولسبب قد يراه البعض أخرق ويعتبره قراراً أحمقاً: خطة الـ 6 شهور.

دعني أوضح لك.. الفترة التي اتخذت فيها قراراً جريئاّ كهذا لم تكن أموري الصحية على ما يرام. في الحقيقة هي دائماً ليست على ما يرام. كثيراً ما أواجه مشاكل صحية، لكن في هذه الفترة استفحل الأمر. في كل شهر تقريباً لا بد أن يصيبني فيروس أو عدوى تجبرني على ملازمة الفراش لثلاثة أو أربعة أيام إن كان حظي جيداً.

خلال تلك الأيام ولمحاولة تشتيت ذهني عن الألم الجسدي أجدني أفكر في “ماذا بعد”؟ “إيه الحل طيب”؟ لا يعجبني هذا الوضع وتحديداً وضعي الصحي المزري! لا بد أن أجد حلاً لتحسين أجهزتي الصحية وتقوية مناعتي وتحصينها ضد ضربات البرد والفيروسات.

لم يكن بوسعي التركيز في العمل طالما لم تُحل مشكلة الصحة بعد. وهنا كانت أول بادرة للتفكير في ترك العمل، والتوقف تماماً عن استقبال أية أعمال أخرى بحيث أعطي أولوية تامة للعناية بصحتي ومعالجة المشاكل التي لا أعرف ما هي بالضبط.

انتهت أيام العدوى الثلاثة وعدت إلى العمل لكنني لم أستطع طرد تلك الفكرة من رأسي، كنت أظنها مجرد فكرة عابرة ستأخذ وقتها وتمضي في حال سبيلها. لكنها جاءت لتبقى، ولتسيطر على تفكيري طيلة أسبوع كامل وكل هذا وأنا أقاوم وأحاول الاستمرار في العمل.

كان الحوار في عقلي يدور كالتالي:

(هشام المتمرد): استمع إليّ، إليك الفكرة: خطة الـ 6 أشهر: سنتوقف عن العمل لمدة 6 أشهر. خلال هذه المدة تصبّ كامل تركيزك وطاقتك على حل مشاكلك الصحية، والنفسية كذلك. وتعمد إلى تطوير ذاتك ومهاراتك ودراسة كورسات ذات صلة بمجال عملك. ثم تعود مرة أخرى إلى العمل، لكن أقوى وأفضل.

(هشام العادي): أتمازحني؟ تريد مني ترك وظيفة تؤمّن لي دخلاً لا بأس به نهاية كل شهر أتدبر به أموري الشخصية؟ ولأجل ماذا؟ لأجل مخاطرة غير محسوبة، قد تنجح وقد تفشل واحتمالات الفشل أكبر من وجهة نظري؟ ما أنت إلا مجنون!

(هشام المتمرد): وما أنت إلا جبان.. تخاف من المخاطرة، تخشى المجهول، تفضّل الجلوس في المنطقة الآمنة وعدم الخروج منها. ترفض التجربة. ماذا فيها؟ لو نجحتْ فقد حصل المراد، ولو فشلتْ فقد تعلّمت عدة أشياء وخرجت من التجربة بدروس ستحتاجها ولا شك في المستقبل لاحقاً. فلمَ الخوف؟

لا أخفي عليكم سراً لقد أخذت أفكر في وجهة نظر هذا المتمرد بداخلي، وبعد جولات من التفكير والتردد والحيرة قررت أن آخذ قراراً وأتحمّل تبعاته أياً كانت. ومن منطلق أن الحياة تجارب ومحاولات، وأنني سأضطر يوماً ما لاتخاذ قرارات شبيهة وتحتوي على قدر من الصعوبة والمخاطرة فيجب أن أدرّب نفسي عليها.

وقد كان..

توقفت عن العمل، وأخبرت نفسي أنني لن أقبل أية أعمال أخرى خلال الـ 6 شهور القادمة مدة التغيير والإصلاح المنشود. وبدأتُ التخطيط لكيفية استغلال هذه الفترة في تحسين وضعي الصحي والنفسي.

أول شهر: صفر خطوات!!

نكمل غداً إن شاء الله أو في يوم آخر..

وإلى ذلك الوقت.. أدعوكم للاشتراك في نشرتي البريدية نشرة 5/3/2

كونوا بخير.


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

4 رأي حول “خطة الـ 6 شهور.. هل ستنجح أم ستفشل؟

  1. شافاك الله وعافاك أخ هشام، تستحق كل الاحترام والتقدير. خطوة موفقة وإن شاء الله الشهر القادم تثمر جهودك.

اترك رداً