كتاباتك قد تنقذ حياة إنسان.. ليست مبالغة بل قصة حقيقية

لا شك أن الكتابة لها أثر كبير في حياة الأشخاص حتى لقد ظهر لنا أسلوب (العلاج بالكتابة) للتخلص من الضغوط النفسية، وهناك من يعتبر الكتابة أنقذت حياته وطبعاً يقصد بذلك التعبير المجازي فقط. لكن هنا في القصة التي اخترتها لكم اليوم نتحدث عن كيف أن بضعة حروف وكلمات ساهمت فعلياً في إنقاذ روح إنسان!

في روايتها (الحصان الأشهب) التي نُشرت عام 1961 تصفُ الكاتبة أجاثا كريستي إحدى شخصيات روايتها المُصاب بالتسمم بمادة الثاليوم (Thallium) وجاء في الوصف:

شخص يعاني من الخمول، وفقدان الوعي، والإحساس بالخدر، والتلعثم في الكلام، إضافة إلى ضعف الأطراف.

هل تجدُ عزيزي القارئ شيئاً في هذه القصة حتى الآن يستحق ذكره؟ لا وألف لا.. إلى أن..

كتاباتك قد تنقذ حياة إنسان.. ليست مبالغة بل قصة حقيقية
غلاف رواية الحصان الأشهب

يمرّ 15 عاماً منذ ذلك اليوم، بين أروقة المستشفى في مدينة ما ترقد طفلة صغيرة بوجه ملائكي لم يتجاوز عمرها العام تشتكي من أعراض لم يستطع الأطباء تشخيصها. إلا أن الممرضة التي تتابع حالة الطفلة يبدو أنها كانت مثقفة تستغل أوقات فراغها بقراءة الروايات، لاحظت أن أعراض الطفلة تتطابق وبشكل مثير للدهشة والاستغراب مع الأعراض التي وصفتها أجاثا كريستي ببراعة فائقة ورغم أن الأمر يبدو جنونيّ على نحو غريب إلا أنها اقترحت على الأطباء أن الطفلة ربما أُصيبت بالتسمم بمادة الثاليوم. وكانت المفاجأة، بالفعل كان والدا الطفلة المسكينة قد استخدما مادة الثاليوم للقضاء على الصراصير في المنزل ويبدو أنه وجد طريقه إلى الجهاز التنفسي لابنتهما.

الآن عزيزي القارئ ربما وجدتَ شيئاً مدهشاً في هذه القصة يستحق ذكره. نعم، كتاباتك قد تنقذ حياة إنسان إذا كان وصفك مقارباً للواقع أكثر من اعتماده الدائم على الخيال.

الشاهد من القصة:

1- الخيال جميل وممتع، لكن الكاتب المحترف هو من يستطيع إضافة لمسة تبدو للقارئ واقعية تماماً وتشعره بأنه لا يقرأ رواية خيالية بل أحداثاً حقيقية حدثت بالفعل.

2- هذا رد كافي ووافي على من يترفّعون عن قراءة الروايات بحجة أنها مضيعة للوقت، ويتفاخرون بقراءتهم للكتب المفيدة فقط. الكتابة بكافة أشكالها مفيدة مهما كان القالب الذي وُضعت فيه. (كتاب، رواية، مقال، منشور فيس بوك، تغريدة على تويتر…).

3- اقضِ على الملل الذي تسبّبه لك الأعمال والوظائف الروتينية بالقراءة كما فعلت هذه الممرضة ولحسن حظها ساهمت في تشخيص حالة طفلة فشل فيها الأطباء أنفسهم. من يدري؟ ربما تساهم أنت أيضاً في إنقاذ روح إنسان.

المصدر:

نشرة (BookFox Club) البريدية.


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

3 رأي حول “كتاباتك قد تنقذ حياة إنسان.. ليست مبالغة بل قصة حقيقية

    1. ربما نعم.. لكن خلافاً لتلك القصة فهناك إجابات وردود كافية ووافية للرد على من يترفّعون عن قراءة الروايات بحجة أنها مضيعة للوقت. 😅
      ربما نفرد لها مقالاً لم لا؟

  1. حقيقة أحب أسلوبك فـ الكتابة، وأود أن أكون مثلك، أريد أن أصبح مدون ومحرر ومدقق لغوي وأود ف البداية تعلم العربية الفصحى من الأساسيات إلي الأحتراف ، لكني تائه وأفتقر إلي المصادر فـهل تتفضل علي بكرمك وتخبرني عن خارطة الطريق التي سرت عليها وكيف كانت بداياتك.

اترك رداً