مساء الخير..
ربما سألت نفسك من قبل لماذا من السهل جداً أن تصاب بالملل من الأشياء التي تفعلها، من حياتك ومن يومك المتكرر. ولم تقف على إجابة شافية.
دعني أخبرك بإجابة بسيطة لكنها منطقية: أنت تصاب بالملل بسهولة لأنك لم تجرّب أبداً أن تغادر منطقة راحتك. تفضّل أن تفعل الأشياء نفسها مراراً وتكراراً. هذا هو السبب الرئيسي الذي يدفعك للملل بشأن حياتك.
أنا أحب الكمبيوتر، لكنني شعرت بالملل الشديد عندما أصبح كل ما أفعله هو الانكباب على ألعاب الفيديو كل يوم لأكثر من 12 ساعة. لكن بعد أن بدأت في تعلّم البرمجة والتصميم الجرافيكي والكتابة أدركت أن أجهزة الكمبيوتر ليست للعب فقط وإنما يمكنني استغلالها في أمور أخرى وبالتالي رجعت لي المتعة من جديد.
لقد شعرت بالملل من القراءة لفترة طويلة إلى أن أخذت قراراً بالقراءة في مجالات لم أقرأ عنها من قبل. بدأت في شراء كتب في تطوير الذات، كتب حول آليات عمل الدماغ، كتب عن التسويق وريادة الأعمال. وسرعان ما اكتشفت أنني أستمتع بالقراءة من جديد.
شعرت بالملل من جميع أصدقائي فقررت الابتعاد عنهم والبحث عن أصدقاء جدد يشبهونني، الآن ربما ليس لديّ أصدقاء كُثر لكنني لا أِشعر معهم بالملل أبداً.
كما ترى، يتعلّق الأمر كله بتغيير حياتك الحالية وفعل أشياء جديدة لم تفعلها من قبل. إذا كانت لديك هواية لكنك لا تفعل أي شيء حيالها ولا تقضي بعض الوقت في ممارستها فهي ليست لديك بالفعل سوى اسماً فقط.
بالإضافة إلى أن هواية واحدة لا تكفي، هل تعتقد أن عليك أن تحب شيئاً واحداً فقط طوال حياتك؟ لا فهواية واحدة لن تجعل حياتك ممتعة، ابحث عن هوايات أخرى وجرّب أشياء جديدة ربما تصبح هوايتك فيما بعد. فلن تعرف إلا بعد أن تجرّب.
جرّب كل شيء، جرّب كل ما يعجبك وما لا يعجبك، افعل أشياء لم تكن تعتقد أنك ستفعلها قط. فاجئ نفسك بالخروج من منطقة راحتك وافعل أشياء لا تفعلها في العادة.
إذا لم تفعل ذلك ولم تبدأ في اكتشاف أشياء جديدة وجوانب مخفية في حياتك فلن تشعر أبداً بمشاعر جديدة، بل ستظل حياتك ثابتة كما هي لا روح فيها وبالتالي لا تتفاجئ عندما تجد أنك تصاب بالملل بسهولة.
كانت هذه تدوينة اليوم الرابع والعشرين ضمن تحدي رديف، ألقاكم في تدوينة الغد بإذن الله. سلام.
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.