هل تسمحوا لي أن أحكي لكم قصة؟
“في يومٍ ما، قرر سام أن يستكشف منهجًا مختلفًا للعلاج. جاءته امرأة في مركزه الطبي اسمها ليسا، وكانت ليسا قد انعزلت في منزلها مع الاكتئاب والقلق الخانقين لسبع سنوات. فحين جاءت إلى سام في المركز، قالوا لها: “لا تقلقي، سوف نستمر في إعطائك هذه الأدوية، ولكن سوف نصِف لك شيئًا آخر معها. سوف نطلب منك أن تأتي إلى المركز مرتين في الأسبوع لمقابلة مجموعة من مصابي الاكتئاب والقلق الآخرين، لا للتحدث حول كم أنتم تُعساء، بل لتكتشفوا شيئًا ذا معنى يمكنكم القيام به معًا لكيلا تشعروا بالوحدة وأن حياتكم لا معنى لها.
حينما اجتمعت تلك المجموعة لأول مرة، بدأت ليسا تتقيأ من شدة التوتر، وكان الأمر مُربكًا للغاية بالنسبة لها. ولكن باقي الأشخاص طمأنوها وبدأوا في التحدُّث مفكرين: “ما الذي يمكننا فعله؟” كانوا أشخاصًا مثلي من وسط المدينة في شرق لندن، لا يعلمون شيئًا عن زراعة الحدائق. فقالوا “لِمَ لا نتعلم زراعة الحدائق؟” وكانت هناك منطقة خلف مبنى الأطباء بها أشجار خفيضة. فقالوا: “لِمَ لا نحولها إلى حديقة؟” ثم بدأوا باستعارة الكتب من المكتبة، ومشاهدة مقاطع عن زراعة الحدائق على يوتيوب. وبدأوا في الزراعة بأيديهم، وتعلموا أكثر عن مواسم الزراعة. هناك الكثير من الأدلة على أن التعرُّض للطبيعة يُعد مضادًا قويًا للاكتئاب. كما أنهم بدأوا القيام بشيء أكثر أهمية؛ فقد بدأوا في تشكيل جماعة. وكوَّنوا مجموعة، واهتموا واعتنوا ببعضهم البعض. فعندما يتغيب أحدهم، يذهب الآخرون للبحث عنه ويسألونه: “هل أنت بخير؟”، ويساعدونه في حل ما يزعجه من مشاكل في ذلك اليوم. وهذا هو ما قالته ليسا لي: “في نفس الوقت الذي بدأت الحديقة تزهر فيه، بدأنا نزهر نحن أيضًا.“
القصة مأخوذة من محاضرة على منصة تيد للكاتب جوهان هاري أنصح بمشاهدتها.
الدرس الذي تعلّمنا إياه تلك القصة هي أن السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالاكتئاب والقلق ربما يكون: الانعزال! وأن الحل يكمن في “أن تكون ضمن مجموعة” يعتني بعضها ببعض.
– كوّن صداقات جديدة
– أعد إحياء الصداقات القديمة
– انضم لأي كيان يُشعرك بالانتماء والتآلف
لا تترك نفسك فريسة للانعزال والفردانية، لا يمكن للإنسان أن يعيش دون التفاعل مع الآخرين.
عندما يشعر شخص ما في مجتمعنا بالإحباط، غالبًا ما نقول له: “كل ما تحتاجه هو أن تكون أنت، فكُن على طبيعتك فقط.” ولقد أدركت أن ما يجب علينا قوله هو: “لا تكُن نفسك، ولا تتصرف على طبيعتك؛ كُن واحدًا منّا، وكُن معنا. كُن جزءًا من مجموعة.”
جوهان هاري
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.