طريقتان من جيمس كلير وتيم فيريس لمراجعة وتقييم نهاية العام

مساء الخير..

ها هو عام آخر يقترب من نهايته بكل ما فيه من مواقف وذكريات ستذهب طيّ النسيان ما لم نقف لحظة ونتأمل فيها ونسترجعها من الذاكرة لنأخذ منها العبرة والعظة لتكون عوناً لنا في قادم الأعوام. أرى أنه من الواجب علينا جميعاً أن نخصص وقتاً نهاية كل عام للوقوف على ما تم فيه من إنجازات وماذا حققنا من أهداف وكذلك الإخفاقات والعقبات التي اعترضت طريقنا خلاله ومنعتنا من تحقيق ما نصبو إليه.

مهم جداً عمل مراجعة سنوية لتسجيل كافة الأمور التي حدثت معنا خلال العام، ماذا تعلّمنا وكيف يمكننا تفادي الأخطاء التي وقعنا فيها هذا العام ومحاولة عدم الوقوع فيها مرة أخرى في العام القادم. احرص على استغلال تلك الأيام القليلة المتبقية من العام لتكتب تلك المراجعة السنوية ولا بأس إن أخذت منك بعض الوقت. دعها تأخذ ما تأخذ، ساعتين، خمسة، يوم بأكمله تراجع فيها عامك المنصرم.

لا بأس فهذا الوقت الذي ستقضيه في المراجعة سيعود عليك بفائدة كبيرة في المستقبل لا تحتسبه كوقت ضائع بالعكس. يكاد يكون أهم وقت في عامك كله إذ من خلاله تقف على تلك الأيام التي ولّت وكيف قضيتها وهل أنت راضٍ عنها أم أنها ضاعت هباءاً منثوراً وأنت تعلم أنك ستُسأل عنها يوم القيامة أمام الله.

طيب قد تسأل: أنا أريد أن أراجع عامي وأقيّمه لكن لا أعرف كيف أفعل ذلك.. أبشر بالذي يسرّك، في هذه التدوينة أشارك معك كيف تراجع وتقيّم العام بطريقتين مختلفتين لشخصيتين مُلهمتين: الكاتب جيمس كلير مؤلف كتاب العادات الذرية، والكاتب تيم فيريس مؤلف كتاب اعمل 4 ساعات فقط في الأسبوع. اختر منهما ما يناسبك وابدأ به.

أسلوب الكاتب جيمس كلير في مراجعة وتقييم العام

يتّبع جيمس كلير أسلوباً مبسطاً جداً في تقييم ومراجعة العام بناءاً على 3 أسئلة يجيب عليها. هذه الأسئلة هي:

1- ما هي الأمور التي سارت بشكل جيّد خلال العام؟

اكتب هنا كافة الأمور التي سارت معك بشكل جيد ونجحت فيها وتشعر بالفخر والإنجاز حيالها.

2- ما هي الأمور التي لم تسر بشكل جيّد خلال العام؟

أما هنا فتكتب كل ما كنت تنوي فعله وتحقيقه من أهداف لكنك لم تنجح أو بدأت لكنك لم تستمر. اكتبها واكتب الأسباب التي أدّت لذلك وقرر هل تريد المحاولة في هذه الأهداف مرة أخرى ونقلها معك للعام الجديد أم لا.

3- ما الذي تعلّمته من دروس ورسائل خلال هذا العام؟

هنا استرجع بعض المواقف والأحداث التي حدثت لك خلال العام واكتشف ما هو الدرس الذي تعلّمته منها.

ولأنه بالمثال يتضح المقال فإليك صفحة مخصصة أنشأها الكاتب جيمس كلير للمراجعة السنوية لكل الأعوام بدءاً من 2013 وحتى 2019.. ستجد مثلاً في مراجعته لعام 2019 أنه في الإجابة عن السؤال الأول تحدّث عن المبيعات الهائلة التي حققها كتابه العادات الذرية، كذلك تحدّث عن عدد الدول التي نجح في زيارتها خلال العام. باختصار تحدّث عن كافة الإنجازات التي نجح في تحقيقها خلال العام.

ثم انتقل بالإجابة على السؤال الثاني الذي يتضمن الإخفاقات خلال العام فذكر أنه لم ينجح في المواظبة على الكتابة، ولم ينجح كذلك في الالتزام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام ويأمل في الالتزام بذلك العام القادم.. هكذا ترى أنه على الرغم من نجاحه الساحق وشهرته إلا أنه مثلك ومثلي ومثل أي شخص عادي أخفق في بعض الجوانب خلال العام ويعمل على تعويض ذلك في العام المقبل بدلاً من تأنيب نفسه والبكاء على ما فات.

وفي الأخير يجيب على السؤال الثالث ويذكر بعض الدروس التى خرج بها من هذا العام.

أرأيت؟ أسلوب بسيط وسهل ويساعدك على كتابة مراجعة وتقييم شامل للعام ومعرفة نقاط القوة والضعف وأوجه القصور ومواطن الخلل كي تستطيع العمل على إصلاحها لاحقاً.

أسلوب الكاتب تيم فيريس في مراجعة وتقييم العام

أما هذا الكاتب فيعتمد أسلوباً آخر مختلف وهو كالتالي:

  • اذهب إلى مفكرتك وقسّم الصفحة إلى عمودين: إيجابي – سلبي
  • في العمود الإيجابي سجّل كل الأشخاص والأشياء والمهام التي أثارت فيك مشاعر إيجابية
  • بالمثل في العمود السلبي سجّل كل الأشخاص والأشياء والمهام التي أثارت فيك مشاعر سلبية لا تود تجربتها مرة أخرى
  • في العام القادم املأ وقتك بكافة الأمور التي وضعتها في العمود الإيجابي، تلك الأمور هي ما يهمّك حقاً وهي ما يجب عليك المواظبة على فعله حيث يشعرك بالسعادة والمشاعر الإيجابية.
  • بالمثل قل لا لتلك الأمور الموجودة في العمود السلبي وضعها في ورقة أمام عينيك حتى تدرك أن هذه هي الأمور التي تجعلك بائساً وتعترض طريقك نحو التقدم بحيث تقلل منها وتتوقف عن فعلها.

أنت الآن أصبحت على علم بأسلوبين مختلفين يمكنك استخدام أي واحد منهما لمراجعة وتقييم هذا العام الذي أوشك على الانتهاء.

بالنسبة لي أرى أن أسلوب الكاتب جيمس كلير هو ما يناسبني حالياً ولذلك سأطبقه في كتابة مراجعة وتقييم هذا العام وسيكون هذا هو موضوع تدوينة الغد بإذن الله. وأشجّعكم أنتم كذلك على مشاركة مراجعتكم السنوية معي إن رغبتم في ذلك.


كانت هذه تدوينة اليوم السابع والثلاثون ضمن تحدي رديف، ألقاكم في تدوينة الغد التي سأشارك فيها معكم مراجعتي السنوية باستخدام أسلوب جيمس كلير. كونوا في الانتظار. سلام.


اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

3 رأي حول “طريقتان من جيمس كلير وتيم فيريس لمراجعة وتقييم نهاية العام

اترك رداً