مساء الخير..
تمّ بحمد الله الوصول لليوم الأخير من تحدي رديف للتدوين اليومي. لا أكاد أصدق أنني استطعت بفضل الله وحده التدوين يومياً لمدة 40 يوماً. منذ 17 نوفمبر وأنا أنشر تدوينة كل يوم! واااو شعور مذهل بالفخر والإنجاز لمجرد 40 يوماً. أتساءل كيف كان شعورك يا يونس بعدما نجحت في التدوين لمدة 788 يوماً؟ 🤔
عليّ أن أعترف بصعوبة التحدي وأنه لم يكن سهلاً، فقد واجهتُ أياماً لم أكن فيها بحالة تسمح لي بالتدوين والكتابة ومع ذلك جاهدت نفسي معتمداً على قوة إرادتي.. غير أنني واجهتُ أياماً أخرى كان التصرف فيها خارج إرادتي تماماً ولا يمكنني التحكم فيها ورغم ذلك حاولت قدر استطاعتي الحفاظ على سلسلة التدوين المستمر والبقاء ضمن نطاق التحدي وعدم الخروج منه مبكراً معلناً فشلي في الالتزام.
على كلٍ.. كانت تجربة رائعة بحق وأشكر من كل قلبي مجتمع رديف على هذه الفكرة. وبما أنها التدوينة الأخيرة فاعتقد أنه من المناسب الحديث عن بعض الفوائد التي جنيتها بمشاركتي في التحدي.
1- تحريك المياه الراكدة في مدونتي
ابتعدتُ عن التدوين بداية هذا العام وعن الاهتمام بالمدونة عموماً حتى غطّاها التراب وتحولت إلى مكان مهجور بلا زوّار أو طيور تستكشف ما بداخلها.
ثم جاء تحدي رديف كفرصة لتحريك المياه الراكدة في مدونتي، وإزالة الغبار والأتربة من فوق صفحات المدونة. مجرد أن استأنفتُ التدوين حتى دبّت الحياة فيها من جديد واستقبلتُ ضيوفاً وزائرين سعدتُ بصحبتهم وحصلت التدوينات على مشاهدات وتعليقات لا بأس بها. وأفضل من ذلك حصلت على متابعين جدد أحيّيهم من هنا.
2- تمرين عضلة الكتابة
أن تلتزم بخوض تحدي تدوين وكتابة كل يوم لمدة 40 يوماً دون أن تكون لديك أدنى فكرة عن ماذا ستكتب والمواضيع التي ستتناولها أمر يبعث على القلق وينذر بالفشل المحتمل مسبقاً. أتاح لي تحدي رديف تمرين عضلة الكتابة وتطوير مهاراتي اللغوية، وطريقة التعبير.. فمثلاً في بعض التدوينات كانت تصيبني الحيرة بشأن استخدام كلمة ما لوصف شعور أو حالة. أقف وأفكّر هل هذه هي الكلمة المناسبة؟ ماذا لو أن هنالك كلمة أخرى معبّرة أكثر، لنبحث ونرى.
بالاستمرار على ذلك وجدتني أتحسّن في اختيار الكلمات وتحرّي الدقة في التعبير عما أكتبه والحرص على إيصاله للقارئ بأسهل طريقة ممكنة لئلا أكلّفه عناء تفسير الكلمات المعقدة وتضييع الكثير من الوقت في فهم النصوص الغامضة. لسنا في مسابقة لحلّ الألغاز بكل تأكيد.
3- ابدأ الآن.. حسّن لاحقاً.. لا مثالية بعد اليوم
كما أشرتُ قبل قليل أنني خضت التحدي دون تخطيط مسبق أو معرفة بما سأكتب وأدوّن عنه. بمعنى أدق وضعتُ نفسي أمام الأمر الواقع وأجبرتها على المشاركة في التحدي ومواجهة احتمالية الفشل. قررت أن أبدأ دون كثير تفكير.. لأنني لو تركتُ نفسي للتفكير في كيف سأكتب وكيف سألتزم لم أكن لأفعل شيئاً مما حدث ولم أكن لآخذ ولا خطوة واحدة.
كم هو عدو ذلك السعي نحو الكمال والمثالية، ما إن يمتلكك حتى تستسلم له وتغرق في براثنه ثم تجلس في مكانك لا تحرّك ساكناً وقد تظل كذلك إلى أن تقوم قيامتك!
هكذا كنت أفعل في السابق، لم أكن لأشارك في شيء أو اتخذ قراراً دون التفكير كثيراً في كيف يمكنني تنفيذه بالشكل الأمثل الذي لا تشوبه شائبة وإلا فلن أفعله أبداً. إما 100% أو 0%
وهذا بالتأكيد تفكير عقيم وساذج. فبكل تأكيد لو بدأت وحققت 50% ستكون أفضل من 0%. وهذا ما أتاحه لي تحدي رديف إذ ساعدني على البدء فوراً ثم التحسين والتطوير لاحقاً أثناء الرحلة.
4- من هنا وهناك
بنظرة خاطفة على التدوينات الأربعون التي انبثقت عن هذا التحدي أجد أنني بجانب الكتابة تعلمّتُ أموراً جديدة وعرفت معلومات لم أكن أعرفها من قبل. وتناولت مواضيع متنوعة تناسب مختلف القرّاء. فقد يجد البعض ضالته في تدوينة مثل هذه تساعده على التخلص من كثرة التسويف.
قد يحدث أن قارئاً يحاول العثور على شغفه ثم هو يصادف تلك التدوينة فيقرر تجربة ما فيها علّه يجد شغفه.
ولا أنسى تلك التدوينات التي كانت عفوية منّي وفضفضة معك عزيزي القارئ وأرجو أنك لم تتضايق منها وربما وجدتَ فيها نوعاً من الصداقة بيننا وإن لم نتقابل أبداً. تلك التدوينات التي ارتبطت معي بمواقف حزينة أردتُ تخطّيها بالكتابة عنها مثل هذه التدوينة. أو تلك التي أستعجب فيها من هذا الذي يهدم اللذات ويفرّق الجماعات! أو حكايتي مع الثالث عشر من ديسمبر مثلاً.
وغيرها الكثير من التدوينات التي سأظل أتذكرها وستظل هي موجودة لعلّ أحداً يمرّ عليها يوماً ما ويجد فيها سلواه ومبتغاه.
5- تمهيد وبروفة لما هو آت
من يتابعني منكم على تويتر ربما قرأ هذه التغريدة التي ذكرت فيها أنني أنوي في العام الجديد إيلاء أهمية أكبر للتدوين ونشر العديد من المقالات في المدونة وكان ذلك قبل أن يبدأ تحدي رديف. لذا بمجرد أن علمت بشأن التحدي قلت في نفسي (دي علامة يا مارد). فقررت المشاركة في التحدي واعتباره كتجربة أو بروفة أتعلّم وأستفيد منها وأستعين بها على تحقيق هدف التدوين خلال العام القادم.
كانت هذه التدوينة الأخيرة ضمن تحدي رديف.. (وعلى طريقة برلين في لا كاسا دي بابل) أيها السادة كان من الشرف لي صحبتكم طوال هذه الفترة وأرجو أنكم قد استمتعتم كما استمعتُ أنا معكم. سلام.
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
رأي واحد حول “مسك الختام.. 5 فوائد حصدتها بمشاركتي في تحدي رديف للتدوين اليومي”