مساء الخير..
ما زال في العالم الكثير من الخير على الرغم من كل ما نراه ويثبت لنا عكس ذلك. قصة اليوم خير دليل على أن الناس للناس، وأن البشر قادرون على العطاء دون انتظار مقابل.
لم يكن يعلم المراهق كيفن ستريكلاند (Kevin Strickland) أنه سيقضي بقية حياته في السجن بسبب جريمة لم يرتكبها في الأساس. في ولاية ميسوري بأمريكا حُكم على الشاب كيفن بالسجن عقاباً على… لا شيء! جريمة لم يرتكبها ولم تثبت الأدلة إدانته. لكن القاضي رغم ذلك أيّد الحكم. وقضى هذا الشاب البريء 41 عاماً من حياته خلف القضبان.
والآن فقط، اكتشف القضاء أن الرجل كان بريئاً بناءاً على مراجعة الأدلة مرة أخرى وسيخرج من السجن مع نهاية العام الحالي.
لكن.. بعد ماذا؟!
بعد أن حرمته ولاية ميسوري ومحاكمها من شبابه وصحته؟ لقد خسر إحدى ساقيه بشكل شبه تام ويستخدم الآن كرسي متحرك. ضاع من عمره 41 عاماً في السجن على جريمة لم يفعلها بينما الجناة الحقيقيون ينعمون خارج أسوار السجن ويعيشون حياتهم!
ثم بأي شكل أصلاً سيواجه الحياة بعدما يخرج من السجن؟ دخله شاباً فتيّاً وخرج منه كهلاً لا يقوى على شيء. ولمن سيلجأ بعد كل هذه الأعوام وقد ماتت والدته ومات معظم أفراد عائلته.
وإذا افترضنا أن الرجل ما زال لديه بصيص من الأمل في الحياة وقرر أن يبحث عن عمل ليبدأ من جديد، من سيقبل بتوظيفه؟ ليس لديه تاريخ مهني ولا سيرة ذاتية تتحدث عنه. أضف إلى ذلك السجل الجنائي الذي سيلتصق به طيلة ما تبقى من حياته على الرغم من تأكيد براءته إلا أنه لا يوجد قانون في ولاية ميسوري ينصّ على تعويض شخص أُدين خطأً بجريمة لم يفعلها.
باختصار سيخرج الرجل من سجن صغير إلى سجن أكبر وأبشع. سيواجه حياة بائسة تدفعه إلى تمنّي الرجوع للسجن مرة أخرى وقضاء ما تبقى من حياته بداخله!
لكن تتدخل عناية الله في مثل هذه الحالات، ويهيّئ له أناساً ذوي قلوب طيبة من جميع أنحاء العالم ليجمعوا له تبرعات مالية عبر موقع gofundme وصلت قيمتها حتى الآن 1.7 مليون دولار!
بالطبع لن تعوّضه ما فاته من سنيّ عمره وخسارة أحبابه وعائلته لكنها محاولة لمساعدته في أن يحيا حياة جديدة وبداية جديدة، ومحاولة أيضاً للاعتذار عن بشاعة القوانين والقضاء الذي لم يُرد ولم يرغب في تحمّل مسؤولية هذا الخطأ الفادح الذي كلّف شخصاً 41 عاماً من حياته ناهيك عن الضرر النفسي الذي لحق به طيلة هذه السنين.
يمكنكم الاطلاع على صفحة التبرع الخاصة بحالة كيفن من هنا
كانت هذه تدوينة اليوم العشرين ضمن تحدي رديف، وبحسبة بسيطة فهذا يعني أننا قطعنا نصف الطريق وتبقّى لنا النصف الآخر فأتمنى أن أتمّه على خير واجتياز التحدي بنجاح. ألقاكم في تدوينة الغد إن شاء الله، سلام.
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.