
أنا شخص أستطيع بالفعل العمل بدون نظام وبشكل عشوائي ولا أجد مشكلة في ذلك، رغم أن هذا خاطيء. الأفضل طبعاً هو التنظيم في كل شيء. ولكن لا بأس طالما بإمكاني أداء المهام في ظل هذه الفوضى.
لكن.. مؤخراً أصبح الأمر يسبب لي قليلاً الضغط النفسي، رؤية شاشة مُكتظة بتطبيقات كثيرة وغير مُرتبة حسب أي ترتيب مُعين جعلتني أشعر بالتشتت وامتلاء عقلي بأشياء كثيرة وعشوائية. لذا قررت اتباع فن التبسيط Minimalism وبالمناسبة أنا من أنصار ومؤيدي هذا الفن وأعتقد في القريب العاجل سأعتمد عليه اعتماداً كاملاً في كل أمور حياتي.
منذ سنين ومع استخدامي للهاتف الذكي، كان هذا هو شكل الشاشة الرئيسية لهاتفي. جحيم!

لم تكن هذه الشاشة فقط، بل كانت هناك شاشة أخرى لكني نسيت أخذ سكرين شوت قبل حذفها. لكن وصلت الفكرة أعتقد، كومة من التطبيقات المُلقاة بشكل عشوائي بحت.
إذا أردتُ الوصول لتطبيق ما فعليّ التأهب والاستعداد للذهاب في رحلة تستغرق المزيد من الوقت. وكما أشرتُ سابقاً لم تكن لديّ مشكلة مع ذلك طوال هذه الفترة، لكن ظهرت المشكلة ولاحظتها بشكل كبير حينما شعرت بأن الأمر أصبح يشكّل عبئاً على عقلي ويتركه في حالة من التشتت. هنا أدركت خطورة العشوائية التي كنت أتبعها مع علمي بأنها أسلوب خاطيء. لكن بمجرد أن لاحظت بعض الأضرار قمت على الفور بالتفكير في حل.
ولا يوجد حل سوى اتباع فن التبسيط، وهو محاولة التخلص من جميع الأشياء التي تعتبر زائدة عن الحد وكذلك التخلص من ثقافة الاكتناز. أشياء كثيرة في حياتنا لا نستخدمها مُطلقاً ومع ذلك نُصرّ على الاحتفاظ بها ظنّاً منّا أننا سنحتاجها يوماً ما وهذا بالطبع اعتقاد خاطيء. لكن لستُ هنا للحديث عن فوائد فن التبسيط ربما وأكيد سأتناوله بالتفصيل في تدوينات قادمة.
نرجع لموضوعنا، كيف نجحت في تحويل هذه الصورة التي رأيتها قبل قليل إلى هذه الصورة النهائية والتي استخدمها حالياً؟!
مبدئياً استغرق الأمر حوالي ساعة للوصول لهذا الشكل والتنظيم، سأذكر بعض الخطوات التي قمت بها والتي تعتبر نصائح أيضاً يمكنك تطبيقها وتشكيلها حسب رغباتك:
1- قمت بإعادة ترتيب وتسمية المجلدات وتصفيتها، بمعنى: لديّ بالفعل مجلد “الإنتاجية” مثلاً ولكن بداخله توجد بعض التطبيقات التي لا تنتمي لفئة الإنتاجية ولكنّي وضعتها فقط نظراً لضيق الوقت أو الكسل ربما للبحث عن تصنيف مناسب، وهكذا مع باقي المجلدات كنت أجدُ تطبيق أو اثنين لا علاقة لهما بالتصنيف.
2- تطبيق مبدأ الأولويات، قمت بوضع المجلدات التي أتردد عليها باستمرار وبشكل دوري في أسهل وأسرع مكان تصل إليه أصابعي على الشاشة.
لاحظ كما في الصورة.

المجلدات المُحددة باللون الأخضر هي المجلدات الأكثر استخداماً بالنسبة لي، ولذلك وضعتها في أقصى اليمين حتى يسهل عليّ الوصول إليها بدون أي مجهود.
المجلدات المُحددة باللون الأحمر هي مجلدات لا أستخدمها بشكل متكرر، فقط عند الحاجة، لذا وضعتها في أقصى اليسار.
3- وهي خطوة تابعة للخطوة السابقة، كررت نفس الخطوة مع التطبيقات داخل المجلدات. تابع الصور.
في مجلد الـ Social Media قبل التعديل كان تطبيق الفيس بوك هو أول ما تقع عليه عيني فأقوم بالضغط عليه بشكل تلقائي حتى إن كانت نيّتي تطبيق آخر. هذا هو فعل العادة.

الآن بعد التعديل لاحظ كيف وضعت تطبيق الفيس بوك ومسنجر وانستجرام في أقصى اليمين حيث يصعب على يدي الوصول إلي هذه التطبيقات بسهولة وهذا ما أريده.
والعكس على الجانب الأيمن والذي يسهل وصول يدي إليه وضعت التطبيقات الأكثر إفادة وأهمية بحيث إذا فتحت المجلد ينصبّ تركيزي بالكامل على هذا المكان وبالتالي زيادة استخدامي لهذه التطبيقات وتقليل استخدامي للتطبيقات الأخرى. هذه حيلة ناجحة جداً وستلاحظ نتائجها بمرور الوقت.
الأمر نفسه مع باقي المجلدات.



4- خصّصت مجلد بعنوان “Phone” وضعت فيه جميع التطبيقات التي جاءت بشكل تلقائي مع الهاتف بالإضافة لجميع الأدوات الأخرى الخاصة بالهاتف والتي لا أستخدمها كثيراً.
5- قمت بتغيير التطبيقات في هذا الشريط بدلاً من التطبيقات التي كانت موجودة بشكل افتراضي. نقلت تطبيق الرسائل لمجلد “Phone” وأضفت التطبيقات التي أريد الوصول إليها بشكل سريع أسرع حتى من الدخول للمجلد الخاص بها. (تبسيط التبسيط).

6- قمت بتسهيل عملية الوصول لتفعيل ميزة “وضع اليد الواحدة” وهي ميزة تتيح لك تقليص حجم الشاشة لتستطيع حمل الهاتف بيد واحدة وأداء جميع المهام بدون مشاكل. الميزة موجودة في الإعدادات لكن أنا قمت بتسهيل الوصول إليها عن طريق التمرير من اليسار لليمين ناحية زر القائمة.
كما في الصورة، الجزء الأبيض هو الشاشة التي تستخدمها.

7- أيضاً قمت باستخدام ميزة كانت موجودة في هاتفي ولكن لم أكن أعلم كيفية استغلالها، وهي ميزة “تقسيم الشاشة”.. أحياناً كثيرة أصادف أن أعمل على تطبيقين في وقت واحد، أخرج من هذا وأدخل إلى هذا باستمرار وهذا يستهلك مني الكثير من الوقت والمجهود. فلجأت لهذه الميزة التي تتيح لك تقسيم الشاشة إلى جزئين أو أكثر حسب التطبيقات المفتوحة وتتنقل بينها بكل سهولة وسلاسة. والوصول إليها أسهل ما يكون فهي موجودة في أعلى يمين الشاشة عند الضغط على زر القائمة بهذا الشكل.

8- خطوة مهمة، أنا لستُ ساحر، لكني أراهن على أن لديك الكثير من التطبيقات التي لم تستخدمها ولا حتى مرة واحدة منذ أن قمت بتثبيتها ولكنك تتركها موجودة لأنك بالتأكيد ستحتاج إليها في وقت ما بشكل مفاجيء.
عزيزي.. التطبيق لن يموت أو يختفي، تستطيع الدخول للمتجر وتثبيته في أي وقت. لذا ادخل ع قائمة التطبيقات والهاتف يتيح لك معرفة آخر مرة استخدمت فيها هذا التطبيق، ستكتشف أن هناك تطبيقات لم تقم باستخدامها منذ سنة أو أكثر!
أي أن وجودها لا قيمة له من الأساس سوى حجز مساحة ومكان بلا هدف أو فائدة. احذف كل هذه التطبيقات ولا تقلق، إن جاء وقت استخدامها تستطيع إعادة تثبيتها مرة أخرى.
الآن، أصبح لدي شاشة رئيسية واحدة فقط فيها كل ما أريد الوصول إليه بسهولة. بالتأكيد سيتم التعديل عليها باستمرار لإضافة بعض التطبيقات الجديدة وحذف بعض التطبيقات التي انتهت مهمتها معي. لكن الآن أشعر بالترتيب والنظام وكل شيء موضوع في المكان المُخصص له.
بقي فقط تتظيف الهاتف من الملفات الداخلية كالصور والفيديوهات والأفلام وترتيب الوثائق وكل ذلك لأن هذه أيضاً مشكلة تواجهني حينما أريد الوصول لملف معين أستغرق الكثير من الوقت لمعرفة مكانه.
كذلك الحوت الأكبر، اللاب توب.. هذا بمفرده كارثة حقيقية تحتاج لأيام من التخطيط والعمل الجاد لمحاولة تنظيم وترتيب الملفات. ربما يحدث ذلك قريباً، أتمنى.
أتمنى أن تكون هذه التجربة مفيدة وملهمة للبعض منكم، وأيضاً شاركوني في التعليقات آرائكم وربما طريقتكم في تنظيم هاتفكم لمزيد من الإفادة.
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
بوركت صديقي مقال مميز..)
أشكرك يا صديق. تسلم. 🌸
منذ فترة ليست بالطويلة قمت بجعل الهاتف من صفحة واحدة فقط، وهو مريح جدا ويقلل التشتت بشكل ملحوظ. كما أنه لا يوجد أجمل من التبسيط. كل شيء في مكان واحد لا داعي لتدوير الشاشة أكثر من مرة
نصيحة من أخ: اجعل الصور أصغر حيث لا يضطر القارئ لل scrolling لكي يكمل المقال.. قد تقطع حبل أفكاره بالحجم الكبير للصورة.
حاضر، هراعي ده في المقالات القادمة إن شاء الله.
شكراً جزيلاً على النصيحة. 👏🌸
الآن شاشة هاتفي أيضاً صفحة واحدة فقط، ولا أستطيع تخيل الراحة والنظام الذي أنا فيه. أي تطبيق أردت الدخول إليه أعرف مكانه جيداً دون عناء.