
آخر مقال نشرته في مدونتي كان منذ عشرة أيام، ليس لقلة الأفكار. فلديّ في تطبيق ملاحظاتي قسم خاص بأفكار مقالات بإمكاني التقاط أي فكرة والبدء في رحلة تحضير المقال. ولكن مشغول جداً هذه الفترة في أشياء أخرى لها أولوية، وبصراحة يدور حديث شرس بيني وبين نفسي أن اهتمامي بالكتابة المنتظمة في المدونة تضييع وقت، من سيهتم بقراءة ما تكتب؟ لا أحد.
إذن ولّ اهتمامك لمهام أخرى ذات أولوية، لكن أعود وأعترض على هذا الكلام، يا نفسي أنا لا أكتب كي يقرأ الآخرون. أنا أكتب لأنني أحب فعل هذا الأمر ويجعلني سعيداً، وكفى.
حتى عندما كانت الكتابة مجال عملي على موقع خمسات، أذكرُ أنني رفضت بعض الخدمات وأعتذرت للعملاء نظراً لأنني كنت في فترة ليس لدي فيها مزاج للكتابة رغم أنني سأجني مقابل مادي. ولكن أرى أن الكتابة حالة مزاجية.
لمَ أذكرُ كل هذا على أي حال؟!.. المهم أنني سعيد جداً بدعوة الزميل والأخ الأكبر يونس بن عمارة للمشاركة في جائزة التدوين liebster وهذه الدعوة تعني لي الكثير.
أما عن المبادرة هذه فحقيقة أعجبتني جداً وتصفحت العديد من المشاركات الرائعة للمدونين وأشجّع الباقيين للانضمام والمشاركة لتحريك المياة الراكدة في عالم التدوين العربي الذي بدأ ينشط بقوة في الفترة الأخيرة. سأترك قواعد المشاركة في المبادرة في نهاية التدوينة.
لذا دعونا (وآسف على المقدمة الطويلة) نجيب على الأسئلة التي طرحها الزميل يونس بن عمارة.
من الذي حفّزك على التدوين؟
شخصان وبعض المتابعين،
الشخص الأول هو أمي. بمجرد أن أدركت أنني أهوى الكتابة اقترحت عليّ شراء كشكول والبدء في كتابة القصص القصيرة أو كتابة أي شيء يجول في خاطري، لم تكن تعلم بالطبع أنني أستطيع إنشاء مدونة على الإنترنت. وكانت هذه هي الشرارة الأولى. شكراً أمي.
الشخص الثاني هو الزميل يونس بن عمارة، وكان هذا منذ وقت ليس بالبعيد أثناء محادثة إليكترونية شجّعني على البدء في إنشاء مدونة وكتابة أفكاري فيها. شكراً يونس.
أما المقصود بالمتابعين، فهم متابعين مُخلصين لديّ على الفيس بوك لدرجة أشعر أنهم أصدقائي رغم أننا لم نتحدث على الإطلاق، نصحوني بما أن الكتابة على الفيس بوك غير مُجدية أن أتوجه للمدونات وأكتب ما أريد بدون قيود ومن أرادني وأراد القراءة لي سيجدني هناك. فشكراً لهم جميعاً على هذا الدعم.
هل يحدث لك بالفعل أن يكون لديك شيء كثير لتقوله وتكتب كثيرًا عنه لكن ترى أنك لم تقل رُبع ما كنت تنوي كتابته؟
نعم كثيراً، وزاد هذا الأمر في آخر سنتين تقريباً وهذا عائد لتغيّر طريقة تفكيري وعقليتي وهذا شيء إيجابي جداً، في السابق كان تفكيري سطحي نوعاً ما، أرى الأشياء وأحكم عليها من أعلى فقط. أما الآن أصبحتُ أكثر دراية وفهماً للأبعاد الأخرى الغير مرئية. السبب؟! القراءة الكثيرة، تجربتي مع مرض السُل والتي خرجتُ منها شخصاً مختلفاً تماماً (بشكل إيجابي) وبالطبع التدوين.
لو فكّرت مليًا ووصلت كتاباتك الرقمية الآن لحفيدك العاشر (أي حفيد حفيد…إلى الجيل العاشر من نسلك) ماذا تتصور أن يعتقده عنك؟
سيقول شيئاً مثل هذا
جدّي هذا مجنون، مُمل. لا بد أنه كان بلا عمل حتى يجد كل هذا الوقت ليكتب عن كل هذه التفاهات والمواضيع المتفرقة التي لا يربطها أي رابط! ألم تكن لديه أسرة وأولاد ليهتم بهم بدلاً من هذا الهراء؟!
لا أعتقد أنه سيُعجب بأن جدّه كان كاتباً، على الأغلب سيكون الزمن غير الزمن وستحدث تطورات هائلة (ومُرعبة) في عالم التكنولوجيا، سيكون آخر شيء في قائمة اهتماماته أن يُلقي نظرة على كتابات جدّه!
ما هي الإضافة (مادة معينة أو طريقة إعداد) التي تضيفها لمشروبك المفضل (قهوة أو شاي أو عصير طبيعي) وتجعله أطيب طعمًا؟
مشروبي المُفضل هو الشاي وأضيف إليه النعناع ولكن ليس دائماً، كذلك النسكافيه أشربه بكثرة، وأي مشروب ساخن كالينسون والزنجبيل والحِلبة دون أي إضافات سوى السُكر، القليل من السكر لأنني عازم على الامتناع عنه في السنوات المُقبلة.
هل ترى أنه من الضروري أن يكون شريك حياتك (زوج أو زوجة) ملمًا بما تكتبه في مدونتك وإن بصورة إجمالية؟
لا، مبدئياً أنا أعزب حالياً، ولكن لا ليس من الضروري أن تقرأ زوجتي كل ما أكتبه. أنا حتى حالياً مع أقاربي وإخوتي لا أخبرهم بما أكتبه ولا أطلب منهم قراءته. كلُ منّا له اهتماماته الخاصة وأنا لا أحبُ إجبار أحد على شيء. خفيف خفيف.
احكِ لي عن نفسك قبل أن تدون ونفسك بعد أن دونت لفترة كافية؟ ما الذي تغيّر؟
الكتابة بشكل عام أسفرت عن نتائج إيجابية جداً وما زالت، سواء على المستوى النفسي أو المستوى الفِكري، قد أكتب يومياتي العادية وإذ فجأة تأتيني فكرة مقال رائع فأكتبه وأنشره وينال إعجاب الكثيرين وهذا حدث بالفعل في مقال ما هي نقاط الضعف لديك؟.. كيف تخرج من هذا المأزق في أي إنترفيو. (تجربة شخصية) حيث جاءتني فكرة المقال أساساً أثناء كتاباتي ليومياتي العادية.
أنا شخص مُشوَش وعقلي بحر هائج مليء بالأفكار العشوائية والحوارات والمواضيع، إيجاد طريقة لتفريغ هذا البحر وإزالة الضغط عن عقلي كان هدفي الأساسي، ووجدت هذه الطريقة في التدوين والكتابة.
أي مادة كنت تحبّها في الثانوية؟
الإنجليزي والكيمياء، درجات نهائية طوال مرحلة الثانوية وإشادة وإعجاب من المدرسين. الكيمياء العضوية كانت لعبتي، أما الآن.. لا يَهُم، تستطيعون التخمين على أيّ حال.
ما الذي تعنيه الكتابة لك؟
مخبأ سِري، أركضُ إليه حين تضايقني الحياة، والحياة تضايقني يومياً. أختبيء بين الكلمات والحروف وأحتضنها وأستمد منها القوة والمواساة كي أستطيع إكمال المسيرة. أكتبُ حتى لا أُنسى.
من يكتب لا يموت.
اقتباس أضعه في تويتر وأذكّر نفسي به كل فترة، أريدُ أن أترك أثر.
ما التصرّفات التي لا تحبها في مجتمعك؟ وما التصرّفات التي تحبها فيه؟ (حاول أن يكون عدد التصرفات المحبذة مساويًا لتلك التي لا تحبها)
التفاهة، الغِل والحسد (في الأرياف وعن تجربة شخصية)، الجهل المُتعمّد، تفضيل الذكور على الإناث، العصبية الكروية، التنمّر.
(هذه الصفات منتشرة بشكل فجّ في المجتمع المصري)
صفات أحبّها في الشعب المصري؟
الكرم، الجدعنة، الطِيبة، الحس الفكاهي (وهذا لا يتعارض مع التفاهة). مرت دقيقتين وأنا أفكّر في صفات أخرى ولم أجد، أنا شخص واقعي وحيادي ولن أُجَمّل الواقع، لدينا مشاكل كثيرة في مصر أتمنى أن نعمل على حلّها.
لو كان لديك زرّ كفيل بأن يمحو (شخصًا، مكانًا، عادة، شعبًا، كلمة معينة، قناة، كتاب…) بصورة نهائية دون أن تُحاسب. فما هو الشيء الذي ستمحوه؟
يااااه، الزرّ المرغوب. بالتأكيد سأنتهز الفرصة وأفعل به الكثير.
شخص: شخص واحد فقط، حاكم ظالم ولا داعي لذكر الأسم.
عادة: الحسد. لما رأيتُ آثاره المُرعبة والخسائر البشرية التي تحدث بسببه.
شعباً: شعب إسرائيل.
كلمة معينة: مستحيل، وإن كنتَ تقصد كلمة صدرت منّي فالكثير والكثير والكثير.
قناة: لا أدري.
كتاب: هناك كتب كثيرة لم تكن تستحق النشر من الأساس، لكن لا يوجد أي كتاب مهما كانت أفكاره أريد محوه.
وهناك أشياء كثيرة غير ذلك أتمنى لو أستطيع إزالتها بضغطة زرّ، ولكن هيهات.
هل تؤمن بأن الكتابة لها القدرة حقيقة على تغيير حيوات الناس نحو الأفضل؟ استرسل في شرح الجواب سواء كان نعم أو لا.
نعم وبشدّة، الكلمة قوة. تبني وتهدم، ترفع وتخفض، الكلمة لها سحر. كثيرة هي المقالات التي قرأتها وأثّرت في تفكيري، هناك مقالات جعلتني أتحمّس لفعل شيء إيجابي، وهناك مقالات أنقذتني في لحظة يأس وضعف، وهناك مقالات أرشدتني للطريق الصحيح في أمر ما. وهناك فوق كل ذلك القرآن الكريم كلام الله، نصوص مكتوبة تربطُ على قلبك في أحلك الأوقات وأصعبها، الكتابة حياة لمن يكتب ولمن يقرأ.
انتهى.
قواعد المشاركة تتطلب ترشيح مدونين آخرين، ولكن حقاً لا أستطيع ترشيح أحد نظراً لأن جميع من أعرفهم تم ترشيحهم بالفعل. لذا سأكتب أسئلتي والباب مفتوح بكل حب لمن يريد المشاركة.
ربما أنقل هذه المبادرة على الفيس حيث لدي الكثير من الأصدقاء الكُتاب والمؤلفين ولكن لا يمتكلون أي مدونات، سأجرّب الأمر.
وها هي الأسئلة:
1- السؤال البديهي، من الذي شجّعك على التدوين والكتابة؟!
2- ماذا تفعل حينما يصيبك اليأس والخمول والشعور باللاجدوى؟ (هذا الشعور ينتابني كثيراً)
3- كيف تدّون ملاحظاتك والأفكار الطارئة التي تأتي فجأة؟
4- برأيك، كيف نشجّع الجميع على التدوين والكتابة وإثراء المحتوى العربي بشكل عام؟
5- رشّح لي: فيلم ومسلسل وأغنية وصورة ونصيحة وبيت شِعر واقتباس؟
6- ما هي طقوسك في التدوين بداية من التقاط الفكرة وحتى الوصول لآخر جُملة في المقال؟
7- شخص يريد دخول عالم التدوين، بماذا ستنصحه؟
8- مقال أو تدوينة بعدما انتهيت من قراءتها قمت بالتصفيق لكاتبها من شدة إعجابك بما قرأته؟
9- اذكر نشرة بريدية تتابعها بشكل يومي وترى أنها مفيدة بشكل كبير؟
10- لو أتيحت لك فرصة لتتناول كوب قهوة مع كاتب أو مؤلف (حيّ أو ميت)، من ستختار ولماذا؟
11- ماذا فعلت بك الكتابة؟ (استرسل في جوابك).
قواعد المشاركة.

1- شكر الشخص الذي رشحك، ووضع رابط مدونته كي يتمكن الناس من العثور على صفحته [تمت]
2- أجب على الأسئلة التي طرحت عليك من قبل المدون [تمت]
3- رشح مدونين آخرين واطرح 11 سؤال [قيد التنفيذ]
4- اخبر المدونين الذين قمت بترشيحهم.. عبر التعليق في إحدى تدويناتهم [الباب مفتوح للجميع]
5- اكتب قواعد المسابقة و ضع شعارها في منشورك أو في مدونتك [تمت]
أتمنى أن تكون مشاركتي خفيفة ولطيفة.
اكتشاف المزيد من مدونة هشام فرج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تدوينة رائعة
الكيمياء العضوية؟ لماذا لا نوحد القوى معا ونصنع بزنس ناجح مثلما فعل هايزنبرغ في بركنغ باد (مجرد فكرة هههه)
لسوء الحظ لم أشاهد المسلسل، ولكن عرفت قصته من خلال كثرة الحديث عنه. والحقيقة يعني فكرة جُهنمية، بما أننا درسنا هذه الأشياء ولم نستفد منها فلمَ لا؟ تطبيق عملي. 😅
أيوه كده هههه
أنا جاهز في أي وقت، لكن على شرط. إذا أكرمنا الله وصِرنا أغنياء لن نتخلّى أبداً عن التدوين.
ربما نؤلف كتاباً بعنوان “مسيرتي من التدوين إلى الكيمياء العضوية”
هههه موافق لا تنسى تأليف قصص مشتركة نبيعها لنتفلكس ونفتح بالعائدات آبار شرب في أفريقيا
سبّاق للخير دائماً يا يونس. 😂